قطايف سامح حسين والجراد الوهابي

بقلم الأستاذ : أحمد المهيدى

أحدث البرنامج الذى يقدمه الفنان سامح حسين ضجة كبيرة وإهتمام واسع من المشاهدين لما يتناوله من مواضيع مهمة تمس الحياه اليومية للسادة المشاهدين وقد إتسم البرنامج بالبساطة والسرد السلس وأحتوى على كثير من النصائح المهمة فى مختلف المناحى التى تمس الجمهور ورغم أن البرنامج لم يتعرض إلى المسائل الخلافية أو يتطرق إلى الفتوى إلا أنه لم يسلم من هجوم ونقد الوهابية الذين دائماً مايثيرون القلائل وزرع الفتن والخلفات .

هجوم الوهابية الغير مبرر لم يستند على أسباب منطقية بل إشتمل على حجج واهية تنم عن الكره والبغض والعصبية لمنهجهم وتفكيرهم المنغلق السقيم وجاءت أقاويلهم كالآتى :

أولا : سامح حسين فناناً وليس بداعية حتى يتصدر للنصح والإرشاد

وهذا القول مردود عليه بأن الفنان سامح حسين لم يتعرض إلى الفتوى أو يتطرق إلى مسائل الفقه والعقيدة التى تحتاج إلى الإلمام بعلوم الشريعة ولكنه يتحدث عن الإخلاق والمعاملات وإظهار روح الإسلام التى تتمثل فى الرحمة والرقى بمكارم الإخلاق .

كما أن هذا القول مردود عليه أيضاً بأن دعاة الوهابية ليسوا بدارسين ولا ملمين بعلوم الشريعة وأغلبهم خريجى شهادات بعيدة كل البعد عن كليات ومدارس الشريعة فبعض دعاتهم المشاهير خريج كلية الإعلام وأحدهم خريج كلية الطب وبعضهم دبلومات زراعية وصناعية بل إن كثير منهم كانوا فنانين وتركوا الفن وأطلقوا لحاهم ثم تصدروا المشهد للدعوة والإرشاد

ثانياً : سامح حسين لايزال فى مجال التمثيل والفن حرام

هذا القول مردود عليه بأن الحكم الشرعى للفن والتمثيل محل خلاف بين العلماء المستحدثين ولكن أغلب الأقوال بأن الفن الهادف الذى يحمل رسالة إصلاحية فهو ليس محرما ولكنه من الامور المستحبة والبدع الحسنة التى تساهم وتساعد على الإصلاح.

ويمكننا الرد على هذا الإدعاء أيضاً بأن الوهابية يرحبون ترحيباً مبالغاً فيه بمسلسل معاوية الذى يوافق منهمجم ولم نسمع منهم إنكارا أو تحريما للفن أو التمثيل .

الأسباب الحقيقية لهجوم الوهابية على البرنامج :

كره الوهابية لكل من يخالف منهجهم حيث أن الفنان سامح حسين ليس بوهابيا ولا سلفيا ولكنه يميل إلى التصوف ولديه زيارات سابقة إلى السيد البدوي.

الدعوى إلى الله بالرفق واللين ونشر الأخلاق والتسامح من الأمور المحرمة عند الوهابية فمنهجهم دائماً مايدعوا إلى التزمت والتفرقة بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد وأسلوب دعاتهم يتسم بالغلظة والشدة ونبذ الغير .

الخلاصة :

إن أبناء الشعب المصري يلتفتون حول كل مايلامس قلوبهم ويلامس طبائعهم اللينة المتقاربة فالمصريين يحبون التلاحم والترابط الوثيق فيما بينهم وهذا ما فعله الفنان سامح حسين من خلال برنامجه.