تمارين الصوفية الحقيقية ورياضاتهم

جربت قبل كده لما حد يغلط فيك تبتسم في وجهه وتنظر في الأرض وتقوله أصلح الله حالك أو تقوله سامحك الله ؟

هل جربت إن زوجتك تنفعل عليك وربما تتجرأ عليك وممكن يكون ده قدام ولادك وتقعد باصص لها في هدوء وبعدين تضحك وتطبطب عليها ؟

هل جربت إنك تتحمل أذى جيرانك في دوشة عاملينها أو اختلاف بينكم وميطلعش منك غلط مهما هم غلطوا أو شتموا ؟

هل عندك صلاحية السيطرة على نفسك وانفعالاتها وردود فعلها ؟

خد بالك ….

المواقف الي انا كتبتها فوق دي كلها مواقف لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

قس عليها أي مواقف مشابهة ممكن تلاقيها في زمنا ده بطبيعة الحال واختلاف الوقت .

لما تكون إجابتك على المواقف الي فوق دي ب( لا )، فخليني اقولك إن المواقف الي زي دي هي الي بتبني باطن الإنسان الصوفي الحقيقي .

بنقرا في كتب الصوفية القدامى كلمة ( الرياضة ) أو ( رياضة النفس ) وبالفعل كلمة الرياضة دي مقصودة وواقعية جدا .

عارف ليه ؟

لأنك لو متصوف حقيقي هتفهم إن التصوف مش مجرد ورد وسبحة وحضرة وزيارة مقامات الصالحين .

لو انت متصوف حقيقي هتعرف إن السلوك الحقيقي هو في منطقة قتل النفس . والرجوع بها لمعنى الذل والافتقار والخضوع لله . وده مش هيحصل غير لما تترك الانتصار للنفس تماما . تماما .

يعني ايه يا مولانا ؟
نسيب الناس تنهش فينا ؟ وتبهدلنا ؟

الإجابة لا طبعا ، لكن حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بيعمل كده مكنش بيفرط في حق نفسه، ولكن كان بيعفو عن ظالمه . والواقع فيه ، مع قدرته على الرد ، فهو ده الاسم الحقيقي ( العفو عند المقدرة ) .

اقرأ كده سيرة حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلام زوجاته رضي الله عنهن عنه ، هتعرف إن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ينتصر لنفسه أبدا ، لكنه كان يتدخل بالتوجيه بأشكاله المناسبة للمواقف عند حرمات الله . لكي يضبط المفاهيم ، ويوضح الطريق .

لو حقيقي يهمك تقطع عقبات السير إلى الله : امسك سبحتك والتزم بوردك وصحبة اخوانك قدر الطاقة ، لكن يبقى ميدان مجاهدتك هنا، في منطقة تهذيب وتربية النفس ، والتخلص من حظوظها ، وردها لعبوديتها .

خليك دايما مستعد للمواقف الي زي دي ، وساعة ما تحصل ، اضغط فرامل ، وفكر لثواني إن الحاصل ده من الله في الحقيقة ،مش من العبد ، وإن ده امتحان لك . يعقبه ترقية لو انت نجحت .

وهي دي تمارين الصوفية الحقيقية ورياضاتهم .