ليس كمثله شئ
29 مايو، 2025
العقيدة والصفات

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
هناك مفاهيم فاسدة وخاطئة لدى البعض عن الله تعالى تخرجهم عن دائرة الإيمان والتوحيد الخالص، وخاصة عند أصحاب الفكر الوهابي المُجسِمة لله والمُشبهة له سبحانه بصفات البشر ، وللأسف هذه المفاهيم الضالة إعتَقَد بها الكثير من عوام الناس .
ومن هنا وجب تصحيح هذه المفاهيم حتى يصح الإيمان والتوحيد والتنزيه المطلق لله تعالى ويصفو الإعتقاد ويَخلُص من شوائب الأفكار الضالة المضلة والتي يعتقدها من لا عقل ولا فهم ولا نور ولا معرفة لديهم ..
الله واحد أحد فرد صمد ، سبحانه وتعالى، وهو ليس كمثله شيئ ، وله سبحانه صفات التنزيه المطلق ، وصفاته العٌليا سبحانه تخالف صفات خلقه ، فله الغنى والإستغناء ولخلقه الفقر والعوز ، وله سبحانه القدرة والإقتدار ولخلقه العجز والإفتقار ، وله تبارك في علاه القوة ولخلقه الضعف ، وله جل جلاله العلم ولخلقه الجهل ، وله سبحانه وتعالى الحياة والديمومية والخلد والبقاء ولخلقه الموت والفناء، وله التنزيه المطلق ولخلقه العلة والإحتياج ، وله سبحانه صفات الكمال والجمال والجلال ولخلقه النقص والتدني .
والله عز وجل أشار إلى نفسه سبحانه بصفات التنزيه وبصفات التشبيه في آية واحدة يقول فيها جل ثناءه ” ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ”
وصفات التشبيه لا تعني أن سمعنا كسمعه سبحانه ، أو بصرنا كبصره تبارك في علاه ، وإنما صفاتنا ما هي إلا أثر تجلياته سبحانه علينا نحن البشر بأنوار أسماءه الحٌسنى وصفاته العٌليا .
وتأكيد على أنه متجلي بصفاته على عباده وخلقه على قدرهم وعلى قدر ما يتحملوا …
وللأسف أن الكثيرين ممن ينسبوا إلى العلم شكلا أثبتوا لله تعالى توهما صفات التشبيه وقالوا بأقوال تكاد السموات والأرض أن ينفطرا منها .. نسبوا له تعالى النزول والصعود وحاشاه سبحانه ، ونسبوا إليه سبحانه الجلوس والقعود، ونسبوا إليه صفات التشبيه أخذا بظاهر بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والقدسية والتي تم فهما فهما خاطئ ينم عن جهلهم بالله تعالى ..
الله تعالى يخاطب العباد على قدر عقولهم وبما يفهموا ، ومن باب رحمته وحكمته سبحانه يبسط لهم ويتنزل في الخطاب لهم حتى يقرب ما يعجزون عن معرفته وإدراكه ..
وقد غاب عنهم قوله تعالى ” سبحان ربك رب العزة عما يصفون ” . وقوله جل ثناءه ” ليس كمثله شيئ ” .
هذا والله جل شأنه لا شبيه له ولا ند ولا ضد له ولا وصف ولا نعت له إلا بما أشار إلينا به . وهو جل جلاله الذي لا يشار إليه سبحانه لا بأين ، ولا بكيف ، ولا بوصف ولا نعت ، فهو سبحانه الذي يٌحيط ولا يٌحاط ، والذى يدرك ولا يدرك ويعلم ولا يُعلًم .
وهو الذي حارت فيه العقول وعجزت فيه الفهوم ، وهو غير مجسم وخارج عن كل الأوهام والتخيلات والظنون
وعندما يشير إلى نزوله سبحانه يشير إلى تجليه جل جلاله ، وعندما يشير إلى عرشه وكرسيه سبحانه إنما يشير إلى قيموميته وإحاطته وهمنته على كل ما في مُلكٍه ..
فلنصحح عقائدنا وإيماننا ولننزهه سبحانه وتعالى عن كل وصف ونعت وكيفية وعن كل غير وسوى ..ليس كمثله شيئ تبارك في علاه ..