ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه

بقلم الأستاذة : إكرام قشقـش

ويتجدد بنا اللقاء مع صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم لنتعرف على الصحابى الجليل ذو النورين ،عثمان بن عفان: ثالث الخلفاء الراشدين ورمز العطاء
عثمان بن عفان هوصحابيًا جليلًا تميز بحكمته وكرمه وحبه للخير.

وُلد في مكة بعد عام الفيل بست سنوات ونشأ في بيت من بيوت قريش الثرية والمعروفة بالتجارة.وهو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام

قبل إسلامه، كان عثمان بن عفان من كبار تجار قريش وأحد أثريائها، واشتهر بصدقه وأمانته. كان محبوبًا بين قومه ومكانته الاجتماعية مرموقة، حيث كان من بني أمية، إحدى أقوى بطون قريش. كما أنه لم يسجد لصنم قط، وكان معروفًا بعفته وابتعاده عن الممارسات الوثنية الشائعة في مكه

كان عثمان بن عفان من أوائل من دخلوا في الإسلام، فقد أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه. عندما عرض عليه أبو بكر الإسلام، وجد عثمان في دعوة النبي محمد صل الله عليه وسلم ما يتوافق مع فطرته السليمة ونقاء قلبه، فذهب إلى النبي صل الله عليه وسلم وأعلن إسلامه دون تردد.

تعرض عثمان بعد إسلامه للاضطهاد من قريش، لكنه صبر وثبت على دينه. وكان من الذين هاجروا إلى الحبشة فرارًا من الأذى، ثم عاد وهاجر إلى المدينة المنورة مع المسلمين. تميز بعلاقته القوية بالنبي صل الله عليه وسلم، حيث زوجه ابنته رقية، وبعد وفاتها زوجه ابنته أم كلثوم، مما جعله يُلقب بـ”ذو النورين”
كان عثمان بن عفان قريبًا من النبي صل الله عليه وسلم وله معه العديد من المواقف التي تدل على حبه وإخلاصه ، ومن أبرزها:

تجهيز جيش العسرة: عندما دعا النبى صل الله عليه وسلم المسلمين للتبرع لتجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك، أنفق عثمان بن عفان بسخاء، حيث جهّز الجيش بثلاثمائة بعير ومبلغ ضخم من المال، فقال عنه النبي صل الله عليه وسلم : “ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم”

وايضا من المواقف التى تركت بصمه فى تاريخ الاسلام.شراء بئر رومة: كان هذا البئر مملوكا لرجل يبيع ماؤه للمسلمين، فاشتراه عثمان وجعله وقفًا ليشرب منه الجميع بلا مقابل، فقال عنه النبي صل الله عليه وسلم”من حفر بئر رومة فله الجنة”.

وايضا فى صلح الحديبية: عندما أرسل النبي صل الله عليه وسلم عثمان إلى مكة ليبلغ قريش برسالته أثناء صلح الحديبية، شاع خبر مقتله، فبايع النبي أصحابه تحت الشجرة، وقال: “هذه يد عثمان”، وضرب بها على يده، تعبيرًا عن مبايعة عثمان وإن لم يكن حاضرًا.

وايضا فى توسعة المسجد النبوي: كان عثمان من كبار المتبرعين لتوسعة المسجد النبوي عندما ضاق بالمسلمين، فمدحه النبي صل الله عليه وسلم على كرمه

عُرف عثمان بن عفان بزواجه من ابنتي النبي صل الله عليه وسلم ، مما يُعد شرفًا عظيمًا لم ينله أحد غيره. زوجاته هن: رقية بنت رسول الله صل الله عليه وسلم: تزوجها في مكة، وهاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وتوفيت أثناء غزوة بدر.

أم كلثوم بنت رسول الله صل الله عليه وسلم. : تزوجها بعد وفاة رقية، لكنها توفيت في حياته دون أن تنجب.

فاختة بنت غزوان: قيل إنه تزوجها بعد وفاة أم كلثوم.

نائلة بنت الفرافصة الكلبية: كانت زوجته في أواخر حياته، وكانت ذات عقل وحكمة، وقد دافعت عنه يوم استشهاده.

وكان عثمان بن عفان من الداعمين الأوائل للدعوة الإسلامية، تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستمر حكمه حوالي 12 عامًا.

ومن أبرز إنجازاته:

جمع القرآن الكريم: حيث أمر بجمع المصحف في كتاب واحد لحفظه من التحريف والاختلاف.

توسيع الدولة الإسلامية: امتدت الفتوحات الإسلامية في عهده إلى بلاد فارس وشمال افريقيا،

واجه عثمان بن عفان معارضة شديدة في أواخر خلافته، وانتهت حياته شهيدًا في بيته، ليكون أول خليفة يُقتل ظلمًا، لكنه بقي مثالًا في الصبروالتضحية عثمان بن عفان هو نموذج للقائد الحكيم والسخي، ورغم التحديات التي واجهها، إلا أن إنجازاته في نشر الإسلام وتطوير الدولة الإسلامية ما زالت تُذكر حتى اليوم. قصته تحمل دروسًا في الايمان والصبر.