الدراما الرمضانية.. لماذا هذا العبث بقيم الأسرة والمجتمع؟
1 أبريل، 2025
منبر الدعاة

بقلم الدكتور : فارس أبوحبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
رمضان شهر الطاعات، لكنه للأسف صار أيضًا موسمًا لعرض أعمال درامية تسيء إلى القيم والأخلاق، وتُدخل المشاهد في عوالم مليئة بالخيانة والانحلال وكأنها حقائق مسلّم بها في كل بيت! أصبح من النادر أن نجد مسلسلًا يخلو من قصة ابن مجهول النسب، أو خيانة زوجية، أو اكتشاف الأب أن أولاده ليسوا من صُلبه!
ماذا يريدون من الأسرة؟
الأسر المصرية والعربية هي حصن المجتمع، قائمة على القيم والشرف والاحترام، فلماذا تحاول الدراما تقديمها في صورة هشة، مليئة بالخيانات والأبناء غير الشرعيين؟ من المستفيد من نشر هذه الفوضى الأخلاقية؟ هل الهدف هو جعل هذه الممارسات شيئًا “عاديًا” في أذهان الناس؟
الله سبحانه وتعالى شدّد على أهمية حفظ الأنساب، فقال: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَرًۭا فَجَعَلَهُۥ نَسَبًۭا وَصِهْرًۭا﴾ (الفرقان: 54). والنبي ﷺ قال: “من ادّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام” (متفق عليه).
الدراما.. تدمير ممنهج للأخلاق؟
يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا سيتعلم الجيل الجديد عندما يرى في كل عمل درامي أن الأبناء قد يكونون ليسوا من آبائهم؟ كيف سيؤثر هذا على ثقة الأزواج في زوجاتهم، وعلى استقرار الأسر؟
الإعلام ليس مجرد “تسلية”، بل هو أداة لتشكيل العقول والتأثير في القيم، وعندما يُكرَّس المحتوى الفاسد في الدراما، تصبح هذه الفكرة مقبولة لدى البعض، بل قد تتحول إلى ظاهرة حقيقية تهدد المجتمع.
ما الحل؟
– رفض هذا المحتوى وعدم متابعته، فنجاحه يعتمد على المشاهدات.
– المطالبة بأعمال تحترم قيم الأسرة وتقدم نماذج إيجابية.
– تنبيه الأبناء لخطورة ما يُعرض وعدم السماح لهذا الفكر بالتسلل إلى بيوتنا.
– دعم الأعمال الهادفة التي تعكس أخلاقنا وديننا وهويتنا.
الفن رسالة عظيمة إذا احترم قيم المجتمع، لكنه قد يصبح أداة للهدم إذا ابتعد عن الأخلاق.
وعلى صُنّاع الدراما أن يتذكروا أن مسؤوليتهم لا تتوقف عند حصد المشاهدات، بل تمتد إلى التأثير في جيل بأكمله. فهل يدركون خطورة ما يقدمونه؟