معجزات الإسلام الكونية الباقية [ الإعجاز الاجتماعي في الإسلام  ]

بقلم الدكتور :  حاتم عبدالمنعم أحمد
أستاذ علم الاجتماع البیئى بكلیة البیئیة جامعة عین شمس 

معجزات الإسلام الكونية الباقية [ الإعجاز الاجتماعي في الإسلام  ]

وھو قدرة الشریعة الإسلامیة على تغییر حیاة المجتمع البدوى الذى كان یتسم بالقبلیة والصراع والتخلف ووأد البنات مع انتشار الخمر والمیسر وعبادة الاصنام وغیرھا من سمات التخلف قبل الرسالة

ثم جاء الإسلام لیعید تنظیم حیاة  ھذا  المجتمع بكامل جوانبھا: الدینیة، والأخلاقیة، والاجتماعیة، والسیاسیة، والاقتصادیة، بطریقة متوازنة، تحقق العدالة والاستقرار، رغم بساطة الوسائل آنذاك.وھذا یتضح من خلال عدة أبعاد مع ملاحظة ان تغیر المجتمع بعاداته وتقالیده الراسخة عبر مئات أو آلاف السنین عمل صعب جدا ویحتاج على الأقل لعشرات أو مئات السنین لأنھا راسخة متوارثة جیل عن جیل ورغم ذلك بعد نزول الرسالة استطاع الإسلام إجراء تغیر شامل وسریع فى المجتمع الذى أصبح متكامل متعاون واعتماد  على شریعة الإسلام والتى تتسم بعدة خصائص أساسیة تشمل الاتى  :

1.  الشمول والتوازن:

شریعة تغطي كل جوانب الحیاة: العقیدة، العبادات، المعاملات، الأسرة، الحكم، الجھاد، العلاقات الدولیة.
وتحقق التوازن بین الروح والجسد، الفرد والمجتمع، الدنیا والآخرة.

2.  العدالة والمساواة:

الناس سواسیة أمام القانون: “إنما ھلك من كان قبلكم أنھم إذا سرق فیھم الشریف تركوه…”. لا امتیازات طبقیة في تطبیق الأحكام.

3.  المرونة والثبات:

 القواعد الكلیة ثابتة (كالعدل والحریة والكرامة)، لكن التفاصیل مرنة حسب الزمان والمكان مثل الاجتھاد .
مثال: قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” تُستخدم لتكییف أحكام كثیرة حسب الظروف

4. حمایة الضروریات الخمس :

الإسلام یحفظ: الدین، النفس، العقل، النسل، والمال وكل تشریعاته تدور حول صیانة ھذه الأركان.

5.  السبق في تقنین الحقوق:

قبل المواثیق الدولیة، شرّع الإسلام حقوق المرأة، الطفل، الأسیر، الضعیف، العامل… إلخ.

6.  عقوبات زاجرة عادلة:

الحدود منظمة، ومرتبطة بشروط دقیقة تمنع التوسع في تطبیقھا، وتھدف لردع الجریمة.من خلال المساواة التامة حیث یقول رسولنا  الكریم لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت یدھا 

ثانیًا: التغیر الاجتماعي المنشود  

التغیر الاجتماعي في الإسلام یتمثل في تحویل مجتمع جاھلي قبلي متناحر إلى مجتمع موحد متراحم متحضّر، خلال فترة زمنیة قصیرة، عبر بناء منظومة أخلاقیة وعلاقات اجتماعیة تتسم بالمودة والرحمة من خلال الاتى :

1. القضاء على العصبیة القبلیة:
جمع بین المھاجرین والأنصار، وبین الأوس والخزرج قال: “دعوھا فإنھا منتنة.” (عن العصبیة القبلیة).

2.  نظام الأسرة واحترام حقوق المرأة :
من خلال  أحكام الزواج والطلاق والمیراث والنفقة تحمي الحقوق رفع مكانة المرأة: من الإرث، والزواج، والتعلیم، والكرامة.

3.  برّ الوالدین وصلة الأرحام:

جعل برّ الوالدین من أعظم القربات حث على صلة الرحم والإحسان للجیران والیتامى.

4.  تكافل اجتماعي فرید:

الزكاة، الصدقات، الوقف، كفالة الأیتام، عتق الرقاب.
“مثل المؤمنین في توادھم وتراحمھم…”

5.  تحریم الظلم والبغي:

لا فرق بین حاكم ومحكوم في محكمة العدل التوجیھات بالرحمة والعدل تشمل حتى غیر المسلمین.

6.  إنھاء الفوارق الطبقیة:
المعیار الوحید: “إن أكرمكم عند ﷲ أتقاكم.” تحریر العبید وتشجیع المساواة.

خلاصة:

الإعجاز الاجتماعى : في القوانین الإلھیة العادلة والمتوازنة التي سبقت كل القوانین الوضعیة الإعجاز الاجتماعي: في التحول المجتمعي العمیق نحو قیم العدل، والرحمة، والتكافل، خلال فترة قصیرة وبدون أدوات السلطة الحدیثة