ماذا يجب على زائر بيت الله الحرام عند رؤيته للبيت والدخول فيه… ؟

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه

عزيزي القارئ لازال الحديث عن معاني وأسرار مناسك وشعائر الحج ، ولازلنا مع شيخنا البيه رضوان الله عليه وإجابته عن سؤالي ، وهو : ماذا يجب على زائر بيت الله تعالى الحرام عند رؤيته للبيت والدخول فيه وعند إستلام الحجر وتقبيله وبدأ الطواف ؟..

قال : إعلم يابني أن القادم على البيت هو في الأصل قادم على ربه تعالى ومولاه نازلا ضيفا عليه سبحانه وعلى الضيف أن يلزم الأدب في دار الضيافة وحق على المضيف وهو الله جل وعلا ان يٌكرم ضيفه ، وهو تعالى أكرم الأكرمين وخير من يسأل ، وأفضل من يعطي فهو تعالى الكريم الجواد العاطي الوهاب .

ولهذا القدوم أدب ولبيت الله تعالى حٌرمة ، ويالها من حٌرمة كفى نسبته إلى الله تبارك في عٌلاه ومن دخله فهو آمن .

فمن الأدب أن يُقبل الحاج والزائر إقبال عبد فقير مفتقر ضعيف ذليل معوز مُحتاج على سيده ومولاه مادد يده راجيًا فضل ربه تعالى ورضاه ورضوانه ، فليزم الخشوع والخضوع، وعليه بتعظيم البيت الطيب المبارك فما أعظم جلاله وما أشد حرمته .

وعليه أن يدعوا بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي دعى به عند رؤيته للكعبة المشرفة وهو ” اللهم زدهذا البيت تشريفاوتعظيما وتكريما وزذ من شرفه وكرمه وعظمته ممن حجه او اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا ” .

وليعلم أنه في ضيافة أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين سبحانه رب العرش العظيم .

ولقد كان من عظيم كرم الله وفضله بزائر بيته الحرام أن جعل له دعوة مستجابة لحظة وقوع بصره على الكعبة المٌشرفة قبل الدخول إلى حرمه . ومن الأدب تعظيم البيت وإجلاله والثناء عليه ، وخفض الصوت فيه وترك الحديث عن أمر الدنيا والإشتغال الدائم بذكر الله تعالى بالتسبيح والحمد والثناء على الله تعالى وقراءة القرآن وكثرة الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم والإستغفار ، وكذا كثرة النظر إلى الكعبة المشرفة فالنظر إليها عبادة كما جاء في الحديث النبوي الشريف .

هذا وتحية المسجد الحرام تختلف عن تحية ما سواه من المساحد ، فتحية دخول المسجد صلاة ركعتان ، أما تحية بيت الله تعالى الحرام تكن بالطواف حوله سبعة أشواط يلزم الحاج والزائر فيهن الإشتغال بذكر الله تعالى وطلب العفو والمغفرة وخير الدنيا والآخرة ..

هذا وأما مايتعلق بإستلام الحجر وتقبيله والطواف حوله والمعاني والأسرار فيها . هذا ما سوف نتحدث عنه بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية ..