احداث الوهابيـة للبدع
5 يناير، 2025
الوهابية ومنهجهم الهدام

بقلم : د . أحمد نبوى
أستاذ الحديث المساعد بجامعة الأزهر
المقال الثانى من سلسلة : نقض الفكر السلفى
مما ينقض الفكر السلفي المعاصر من (الأساس) أنهم جاؤوا بـ(هيئة مجتمعة) من المسائل في العقيدة والفروع لم يقل بها (مجتمعة) عالم ولا مذهب من السلف أو الخلف في تاريخ الأمة كلها من عهد الصحابة حتى يومنا سواهم!!
فلا يوجد في تاريخ المسلمين كله من أوله لآخره جماعة ولا فرقة ولا مذهب ولا عالم في السلف أو الخلف اعتقد أو قال بهذه (الهيئة المجتمعة) للمسائل التي تقول بها السلفية المعاصرة، ولا حتى ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب.
هاتوا لنا عالما واحدا قال بتبديع الأشاعرة وإخراجهم من أهل السنة، وفي الوقت نفسه حرم التوسل بالصالحين والأنبياء ، وفي الوقت نفسه عمّم حديثَ كل بدعة ضلالة وتوسع في البدعة بهذه الطريقة ، وفي الوقت نفسه عادى التصوف واعتبره بدعًا وخرافات، وفي الوقت نفسه لا يجوّز إخراج زكاة الفطر قيمة، وفي الوقت نفسه أبطل مجرباتِ الصالحين واعتبرها مخالفة للشرع، وفي الوقت نفسه منع العمل بالضعيف مطلقا لا في الفضائل ولا غيرها، وفي الوقت نفسه بدَّع وحرم احتفاء المسلمين بمولد نبيهم عليه الصلاة والسلام!!
ثم اعتبار ذلك كله هو (الدين الصحيح) وما سواه (ابتداع وضلال) وكفر في بعض الأحيان، ثم حمل المسلمين عليه وعلى وجوب اتباعه!!.
نعم كل مسألة من هذه المسائل ربما تجد عالما أو حتى مذهبا فقهيا قال بها أو بعدد منها ، لكن مجموعها هكذا لا يوجد من قال به في التاريخ كله سوى السلفية المعاصرة!!.
فليس صحيحا أبدا أن خلافنا مع التيارات السلفية المعاصرة هو مجرد خلاف سلفي صوفي ، ولا صحيحا أن الخلاف بيننا وبينهم من قديم!!
الخلاف في حقيقته بين منهج علمي كامل متكامل عقيدة وشريعة وتزكية قامت على أركانه حضارة المسلمين ، وبين تيارات تحاول تقويض هذا المنهج وهدمه وإزالته من الوجود في حياة المسلمين!!