بقلم الدكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور
من مباديء تربية النفس وتقوية الباطن الموجودة في تراث صوفية الإسلام مبدأ ( تأخير المرغوب ) . وده من أهم الاستراتيجيات الي ضروري تعود نفسك عليها .
مطالب النفس لا تنتهي . وبتتوقف مطالبها على استجابتنا لها أو ممكن نقول سرعة استجابتنا . فلما تستجيب مرة بعد مرة . وكل ما النفس تطلب تجد استجابة تزداد شراسة النفس على صاحبها . لأنها تجد كل ما تطلب .
الصوفية وضعوا قواعد كتير لتحجيم النفس . وكيفية مجاهدتها . وتقويض سلطتها على الإنسان . وكان مستهدفهم إنهم يجعلوا النفس تحت سيطرة الروح . ونجحوا في ده نجاح كبير .
( تأخير المرغوب ) معناه إنك تكون منتبه جدا لطلبات النفس . وتمرن نفسك انك تكون عندك القوة والصلاحية إنك تجاهدها . ومتستجبش لكل طلباتها . فلما النفس تعرف إن مساحة المتاح بالنسبة لها مش كبيرة . هتقنع بالقليل . بل والقليل جدا .
خد بالك …
الأمر ده مش بيتم بين يوم وليلة. الأمر ده محتاج رياضة . ونفس طويل . وطول صبر على النفس خاصة لو كانت معتادة إن طلباتها كلها مجابة . فعشان تنقلها لدايرة الزهد ده أمر محتاج خطة ووعي وقوة .
تحجيم رغبات النفس بيترتب عليه انفتاح خصائص الروح . وارتقاء الروح على النفس . فتصير الروح هي الحاكمة. وده بيكون مؤشر كبير لتوفيق الله لك في رحلة سيرك وسلوكك إلى الله .
السلف الصالح هم من علمونا مبدأ : أو كلما اشتهيت اشتريت ؟
وسمعنا من شيخنا المربي سيدي الدكتور يسري جبر حفظه الله أنه من عشرين سنة لم يلبس بدلة صيفي . وأنه يمنع نفسه من ذلك . وأنه يرتدي بدل كلها من الصوف . والسبب هو مبدأ تربية النفس .
وكان سيدي أحمد الشافعي أبو خليل عليه رضوان الله يقول :
امنع نفسك عن هواها
لا تعطها مداها
امنع منها مناها
تصل إلى رضا متين …
ربنا يوفقنا
آمين