تناقض نونية القحطانى

بقلم الشيخ / مصطفى القاضى

” نُونِيَّةُ القَحطَانِيّ “

قَصِيدَةٌ مُؤَلِّفُهَا مَجهُولٌ مَغمُور، لَا تَجِدُ لَهُ تَرجَمَةً فِي كُتُبِ الطَّبَقَاتِ وَالتَّارِيخ، وَيُنسَبُ إِلَى السَّادَةِ المَالِكِيَّةِ وَلَا يُعرَفُ لَهُ ذِكرٌ وَلَا تَرجَمَةٌ فِي طَبَقَاتِ المَالِكِيَّة، فَمَا هُوَ إلَّا شَخصِيَّة وَهمِيَّة، نَكِرَة لَا تُعرَفُ لَهُ تَرجَمَةٌ مُعتَبَرَة.. !

قَصِيدَةٌ اشتَمَلَت عَلَى الرَّكَاكَةِ فِي أَلفَاظِهَا، وَسُوءِ الأَدَبِ وَالشَّتمِ وَاللَّعن، كَمَا اشتَمَلَت عَلَى التَّنَاقُضِ الصَّرِيحِ الوَاضِحِ الفَاضِح، فَرِيحُهَا نَتِنَة، وَسَمَاعُهَا مُقَزِّز، كَيفَ لَا وَهِيَ اسمٌ عَلَى مُسَمَّى: نُونِيَّة ( مَعلُومٌ مَعنَاهَا عِندَنَا فِي بِلَادِ الشَّام)..

وَإِلَيكَ بَعضَ التَّنَاقُضِ البَيِّنِ فِيهَا، فَفِي إِثبَاتِ المَكَانِ لله تَعَالَى عِندَ كَلَامِهِ عَنِ استِوَاءِ الله تَعَالَى عَلَى عَرشِهِ يَقُولُ زَاعِمًا:
” عَطَّلتُمُ السَّبعَ السَّمَوَاتِ العُلَى وَالعَرشَ أَخلَيتُم مِنَ الرَّحمَنِ “

ثُمَّ يَقُولُ فِي نَفيِه:
” لَا تَحصُرُ الأَوهَامُ مَبلَغَ ذَاتِهِ أَبَدًا وَلَا يَحوِيهِ قُطرُ مَكَانِ “.. !!

ثُمَّ يَقُولُ مُفَوِّضًا الاستِوَاء:
” فَوَحَقِّ جَبَّارٍ عَلَى العَرشِ استَوَى مِنْ غَيرِ تَمثِيلٍ كَقَولِ الجَانِي “

وَيَقُولُ مُثبِتًا الكَيفَ لله تَعَالَى:
” أَنتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلتَ حُرُوفَهُ وَوَصَفتَهُ بِالوَعظِ وَالتِّبيَانِ
وَنَظَمتَهُ بِبَلَاغَةٍ أَزَلِيَّةٍ تَكيِيفُهَا يَخفَى عَلَى الأَذهَانِ “

ثُمَّ يَقُولُ فِي نَفيِه:
” حَاشَا الإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ فَالكَيفُ وَالتَّمثِيلُ مُنتَفِيَانِ
” مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ وَهُوَ القَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكوَانِ
وَالله رَبِّي مَا تُكَيَّفُ ذَاتُهُ بِخَوَاطِرِ الأَوهَامِ وَالأَذهَانِ “..

وَهَذَا غَيضٌ مِنْ فَيضِ التَّنَاقُضَاتِ فِيهَا وَلَا يَخفَى عَلَى قَارِئِهَا أَو سَامِعِهَا مَا فِيهَا مِنَ الشَّتمِ وَاللَّعنِ لِأَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ الأَشَاعِرَةِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُم، فَلَا دَاعِيَ لِذِكرِهِ هُنَا، فَانظُر لِفَسَادِ أَجنَانِ مَنْ تَغَنَّوا بِهَا وَجَعَلُوا مِنهَا عُمدَةَ مَذهَبِهِم.. !!

وَرَحِمَ الله تَعَالَى مَنْ قَالَ فِي الرَّدِّ عَلَى شَتَائِمِ القَحطَانِيِّ لِلسَّادَةِ الأَشَاعِرَة:
قَد شَاعَ فِي الآفَاقِ طِيبُ عَبِيرِكُم
أتُزِيلُه نُونِيَّةُ القَحْطاني ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *