الوِلَايَةُ العَامَّةُ عند سيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه


من مذكرات سيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه

يقدمها لكم : الشيخ السيد محمد البلبوشي
خويدم الطريقة الإخلاصية – خطيب بوزارة الأوقاف

قَالَ اللهُ تَعَالَى :﴿ أَلَاْ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾.

( ضَابِطٌ ) حَقِيقَةُ الوِلَايَةِ العَامَّةِ الَّتِى يَتَوَلَّى بِهَا العَبْدُ رِعَايَةَ حُقُوقِ اللَّهِ ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) صِفَةٌ جَامِعَةٌ لِمَا يُحِبُّهُ الرَّبُّ وَيَرْضَاهُ ، مَانِعَةٌ لِمَا يُسْخِطُهُ وَيَأْبَاهُ .
( رَابِطٌ ) الوِلَايَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالاتِّبَاعِ دُونَ زَيْغِ الابْتِدَاعِ ، فَمَنْ خَرَجَ عَنِ الاقْتِدَاءِ لَيْسَ فِى شَئٍ مِنَ الاهْتِدَاءِ .

( ضَابِطٌ ) مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ الكَرَامَةُ بِسَبَبِ الاسْتِقَامَةِ فَهُوَ صَفِىٌّ وَلِىٌّ ، وَمَنْ أَتَى بِخَرْقِ العَادَةِ بِلَاْ عِبَادَةٍ فَهُوَ شَيْطَانٌ غَوِىٌّ .
( رَابِطٌ ) التَّقْوَى شِعَارُ الهِدَايَةِ ، وَالذِّكْرُ مَنْشُورُ الوِلَاْيَةِ ، فَمَنْ خَلَاْ مِنَ الذِّكْرِ وَالتَّقْوَى فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الهَوَى وَالدَّعْوَى .

( ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ عَبْدٌ عَابِدٌ قَائِمٌ بِالعُبُودِيَّةِ ، صَادِقٌ مُصَدَّقٌ صِدِّيقٌ فِى الصُّوفِيَّةِ .
( رَابِطٌ ) الوَلِىُّ مُؤْثِرٌ لِلْفَقِيرِ عَلَى الأَمِيرِ وَ القَلِيلِ عَلَى الكَثِيرِ وَ الصَّغِيرِ عَلَى الكَبِيرِ ، صَادِقُ الحَالِ عِنْدَ الرِّجَالِ وَمَنْ عَكَسَ انْتَكَسَ .

( ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ مَنْ عَمَّرَ الأَوْقَاتِ بِأَنْوَاعِ القُربَاتِ ، فَبُورِكَ لَهُ فِى الزَّمَانِ وَ تَبَرَّكَ بِهِ المَكَانُ .
( رَابِطٌ ) مَنْ أَنْفَقَ زَمَانَهُ فِى الضَّيَاعِ ، حُرِمَ بَرَكَةَ الحَدِّ وَالانْتِفَاعِ ، وَتَعَلَّق بِأَمَانِى آمَالِهِ ، وَاشْتَغَلَ بِصُوَرِ خَيَالِهِ .

( ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ لَا يُسَوِّفُ عَمَلَهُ بِالاسْتِقْبَالِ فَيُمْنَعَ بَرَكَةَ الوَقْتِ فِى الحَالِ ، بَلْ يَشْتَغِلُ بِالمُؤَقِّتِ عَنِ الوَقْتِ وَيَتَّقِى بِذَلِكَ الطَّرْدَ وَالمَقْتَ .
( رَابِطٌ ) لَا يُمْكِنُ عِنْدَ القَوْمِ شُهُودُ صُوَرِ الظِّلَالِ إلَّا بَعْدَ المَحْوِ وَالزَّوَالِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ مَنْ تَجَرَّأَ عَلَى مُشَاهَدَةِ الصُّوَرِ وَهُوَ لَم يَصِلْ إِلَى العَيْنِ بَعْدَ الأَثَرِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مَفْتُونٌ مَغْرُورٌ لَمْ يَدْخُلْ حَضْرَةَ الشُّهُودِ بِالنُّورِ .

( ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ لَا يُعْصَمُ مِنَ الكَبِيرَةِ ، وَلَاْ تَنْقُصُهُ الصَّغِيرَةُ ، لَكِنَّهُ يُحْفَظُ مِنَ الكَبَائِرِ وَ تُغْفَرُ لَهُ الصَّغَائِرُ .
( رَابِطٌ ) الوَلِىُّ عَمَلُهُ مُرْتَبِطٌ بِالأَقْوَالِ العِلْمِيَّةِ ، وَعِلْمُهُ مُسْتَعْمَلٌ فِى أَحْوَالِهِ العَمَلِيَّةِ .
(ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ إِنِ اسْتَغْفَلَتْهُ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ بِالنِّسْيَانِ لاَيَدُومُ عَلَى اتِّبَاعِ الشَّيْطَانِ ، بَلْ يُرْغِمُهُ بِالمَتَابِ وَكُلَّمَا وَقَعَ آبَ .

( رَابِطٌ ) وَلِىُّ حَضْرَةِ الجَمَالِ مَفْتُونٌ ، وَوَلِىُّ حَضْرَةِ الجَلَالِ مَغْبُونٌ ، وَوَلِىُّ الجَمَالِ مَعَ الجَلَالِ صَاحِبُ الكَمَالِ .
( ضَابِطٌ ) صَاحِبُ مَشْهَدِ الجَمَالِ ضَعِيفٌ وَالمُقْتَدِى بِهِ غَوىٌّ ، وَصَاحِبُ مَشْهَدِ الجَلاْلِ هَادٍ مُهْتَدٍ قَوِىٌّ وَالكَامِلُ مَنْ شَهِدَ جَلَالَ الجَمَالِ وَجَمَالَ الجَلَالِ .

( رَابِطٌ ) عَلَى قَدْرِ المَقَامِ يَكُونُ المُقَامِ فِى حَضْرَةِ الإِنْزَالِ وَمُحَاضَرَةِ الوِصَالِ .
( ضَابِطٌ ) الوَلِىُّ إِذَا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ بَشَّ ، وَإِنْ حَدَّثْتَهُ هَشَّ ، وَإِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَى ، وَإِنْ فُضِحْتَ عِنْدَهُ غَطَّى ، لَا يَنْطِقُ بِالفَحْشَا ، وَيَكْتُمُ إِذَا غَيْرُهُ أَفْشَى ، وَلَا يَتَبَاهَى بِالأُمَرَاءِ ، وَلَا يُهِينُ الفُقَرَاءَ ، وَلَا يَشِينُ بَهْجَةَ مُحَيَّاهُ ، وَلَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ ، يَسْتَغْنِى بِاللهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلَّهِ ، وَيَأْخُذُ مِنَ اللهِ ، وَيُعْطِى فِى اللهِ ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ ، وَلَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ ، وَلَا يَرْجُو سِوَى اللهِ ، فَهَذِهِ بَعْضُ صِفَاتِ القَوْمِ فِيمَا مَضَى وَإِلَى اليَوْمِ ، وَلِلَّهِ ذَرُّ مَنْ قَالَ فِى سَنِىِّ هَذَا الحَالِ :
هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ أَيْسَارٌ بَنُو يَسَرٍ سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبْنَاءُ أَيْسَارِ

لَايَنْطِقُونَ عَنِ الفَحْشَاءِ إِنْ نَطَقُوا وَلَا يُمَارُونَ إِنْ مَارَوا بِإِكْثَارِ

مَنْ تَلْقَ مِنْهُم تَقُلْ لَاقَيْتُ سَيِّدَهُم مِثْلَ النُّجُومِ الَّتِى يَسْرِى بِهَا السَّارِى