التربيه الروحيه 

بقلم الشيخ: أيمن الصاوى 

الفرق بين التدين الروحي الصوفي الذي يعتنى بالتربية الروحية والتعلق بالله، وبين التدين الوهابي المادي الجاف

فالتصوف مبني دائماً على إصلاح الجوهر أما غيره فهو مبني علي إصلاح المظهر وإصلاح المظهر غالبًا ما يقتصر على المظاهر والشكل فقط دون أن يتنبه إلى العمق الروحي.

والتربية الروحية التي تميزت بها المدارس الصوفية كانت تهدف إلى غرس القيم الداخلية في الفرد، مثل الصدق والحياه ومراقبة الله تعالى.

 تلك التربية كانت تهتم بجعل الفرد دائمًا في حالة مراقبة دائمة لله عز وجل ومحاسبه الإنسان نفسه لأن النفس مكمن الشر في الإنسان وتحتاج إلي مراقبتهت ومحاسبتها على كل كبر و رياء وعجب وظهور وحب الرئاسه

وكما يقول مشايخنا حب الظهور يقصم الظهور، وقد يصل السالك أيضاً أن يكون له سلطان على خواطره كما يعلمه الشيخ و يسعى للتزكية، فهي تجعل الإنسان يراقب تصرفاته وحركاته في كل زمان ومكان، ويشعر بحضور الله في قلبه دائماً، وفي كل عمل يعمله.

وقد ذكرنا في المقال السابق أهمية علاقة الشيخ بالمريد فيها تحدث رابطة وثيقة بين التلميذ والشيخ تسمي بالرابطة الروحية مع الشيخ و مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعل الإنسان أكثر تأثرًا بتلك القيم الإيمانية، وبالتالي أكثر تحكمًا في نفسه،وعوناً على الابتعاد عن المعاصي، لأن المدد الرباني الذي يترتب على تلك الرابطة يساعد على تقوية القلب والالتزام بالمبادئ.

في المقابل، التدين الصوري الجاف الذي نشأ في بعض الأوساط بسبب الاهتمام بالمظاهر الدينية من دون تصحيح الباطن أو القلب، لا يؤدي إلا إلى قسوة القلوب وزيادة التكفير والتفسيق، ويخلق بيئة جافة لا تحترم اختلافات الناس ولا تقدر للإنسان جوهره الداخليوهذا ما يحدث وما نواجهه في مجتمعنا

اترك تعليقاً