جبر الخواطر

 

بقلم الشيخ : سعد طه

إن أفضل نعمه ينعم الله بها علي العبد ألا وهو جبر الخواطر, حيث يدعو إلي التراحم والتألف بين البشر, أرسل الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رحمه, وجابر بخواطر البشر, قال الله تعالي في حق حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين) وأيضا (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) كان النبي الرحمة يضرب المثل في جبر بالخواطر كان النبي صلي الله عليه وسلم يجلس في يوم إذا دخل عليه أعرابي والنبي صلي الله عليه وسلم عنده سيدنا الحسن وسيدنا الحسين والنبي يقبلهم, فقال الأعرابي أتقبل الصبيان؟ فإن لي عشر من الأولاد لم أقبل واحد منهم, فقال النبي صلي الله عليه وسلم أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة) جبر بالخاطر أمر بسيط ولكن عليه أجبر كبير, منها أولا:

الكلمة الطيبة:

حين يقول المسلم كلمة طيبة لأخيه المسلم هذا يعد من أحب الأعمال إلي الله تعالي: (قال النبي صلي الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلي الله تعالي سرور تدخله علي قلب مسلم)

الابتسامة:

الابتسامة تريح القلب وتقوي جهاز المناعة, تقوي صلة التراحم والتألف بين المسلمين فيها فوائد كثيرة لذلك (قال النبي صلي الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك صدقة)

عدم كسر قلوب الأخرين:

حين لا يقول له كلمة تكسر بقلبه هذا عمل عظيم عند الله لابد أن يدرك الإنسان الكلمة قبل أن تخرج من فمه, فالكلمة أما أن تكون طيبة, فيرفع الله صاحبها أعلي الدرجات, وأما أن تكون كلمة خبيثة فيكون فيها غضب الله

قال النبي صلي الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي به في جهنم)

التماس العذر للأخرين:

علي المسلم أن يكون طيب الطبع حسن الخلق متسامح مع الأخرين,

كُنْ قَابِلَ الْعُذْرِ، وَاغْفِرْ زَلَّةَ النَّاسِ وَلَا تُطِعْ يَا لَبِيباً أَمْرَ وَسْوَاسِ

فَاللهُ يَكْرَهُ جَبَّاراً يُشَارِكُهُ وَيَكْرَهُ اللهُ عَبْداً قَلْبُهُ قَاسِي

هَلَّا تَذَكَّرْتَ يَوْماً، أَنْتَ مُدْرِكُهُ يَوْماً سَتُخْرِجُ فِيهِ كُلَّ أَنْفَاسِ

يَوْمَ الرَّحِيلِ عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا يَوْمَ الْوَدَاعِ شَدِيدَ الْبَطْشِ وَالْبَاسِ

وَيَوْمَ وَضْعِكَ فِي الْقَبْرِ الْمُخِيفِ وَقَدْ رَدُّوا التُّرَابَ بِأَيْدِيهِمْ وَبِالْفَاسِ

وَيَوْمَ يَبْعَثُنَا، وَالْأَرْضُ هَائِجَةٌ وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ، تَدْنُو مِنَ الرَّاسِ

وَالنَّاسُ فِي مُنْتَهَى جُوعٍ، وَفِي ظَمَإٍ وَفِي شَقَاءٍ، وَفِي هَمٍّ وَإِفْلَاسِ

يَفِرُّ كُلُّ امْرِئٍ مِنْ غَيْرِهِ فَرَقاً هَلْ أَنْتَ ذَاكِرُ هَذَا الْيَوْمِ أَمْ نَاسِي؟!

سَيُرْسِلُ اللهُ أَمْلَاكاً مُنَادِيَةً هَيَّا تَعَالَوْا لِرَبٍّ مُطْعِمٍ كَاسِي

هَيَّا تَعَالَوْا إِلَى فَوْزٍ وَمَغْفِرَةٍ هَيَّا تَعَالَوْا إِلى بِشْرٍ وَإِينَاسِ

أَيْنَ الذِينَ عَلَى الرَّحْمَنِ أَجْرُهُمُ فَلَا يَقُومُ سِوَى الْعَافِي عَنِ النَّاسِ

بحثت في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وجدتها كلها جبر بالخاطر, بالصحابة التي تحبه أكثر من نفسها, بالجزع الذي بكي, وبالناقة التي شكت إليه, فصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *