خطبة بعنوان ( استقبال شهر رمضان ) لفضيلة الشيخ ثروت سويف
24 فبراير، 2025
خطب منبرية

خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 28 فبراير 2025 م الموافق 29 شعبان 1446ه تحت عنوان (يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ) استقبال شهر رمضان
لفضيلة الشيخ :ثروت سويف
اقرأ في هذه الخطبة
أولاً : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ
ثانياً: رمضان منحنة من الله لعباده المؤمنين وعتق من النيران
ثالثاً: أمور يجب ملازمتها للفوز في رمضان
رابعاً : فضائل التكافل والصيام في رمضان
خامساً : بعض احكام الصيام
الخطبة الأولي
الحمد لله الذي خلق الشهور والأزمان نحمده أن بلغنا شهر رمضان وجعلنا ممن شهد الشهر فحزنا شرف الزمان ونسأله ان يصفد عنا الشيطان وان يغلق في وجوهنا أبواب النيران وأن يفتح لنا ابواب الجنان وان يعتق فيه رقابنا ويمحنا الأمان والرضوان وأن يدخلنا من باب الريان
وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له الكبير المتعال الرحيم الرحمن , الذي علم القرآن؛ وخلق الإنسان فعلمه البيان فهوالْكَرِيمِ الْمَنَّانِ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .
وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، رسول الملك الديان خيرُ مَن صام رمضان «كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» سيدنا محمد رسول الله سيّد الأنام عظيمُ الشأن رقيق الجنان، خير من قامَ راغباً فصَلَّى لربِّه بإتقانٍ وقرأَ ودرس القرآن
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الامي سيد ولد عدنان عظيم القدر والشان صلاة تعم الأكوان وتنصرنا بها على أهل الظلم والطغيان وتعافي بها الأرواح والابدان وتدخلنا بها فردوسك أعلي الجنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان صلاة مفتوقة بعبير المسك والريحان، دائمة بدوام ملك الله الكريم المنان
أما بعد
فها هو رمضان قد هل هلاله وحلَّ، ووجه سعدِهِ قد طلَّ، رمضان الآن تخيّم ظلاله، ويهَيْمَنَ جلاله، ويسَطَع جماله، لقد أظلّنا موسم كريم الفضائل، عظيم الهبات والنَّوَائل، جليل الفوائد والمكارم.
عباد الله : رمضان خمسة أحرف
وقال أهل الأثر الراء: رضوان الله، والميم: محاباة الله عن العصاة، والضاد: ضمان الله، والألف: ألفة الله، والنون: نور الله، فهو شهر رضوان ومحاباة وضمان وألفة ونوال وكرامة للأولياء والأبرار
وقيل الراء رحمة والميم مغفرة والضاد ضمان الجنة لمن صام والألف أمان من النار لأهل الصيام والقيام والنور نور لعباده اذا جاء العيد
أولاً : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ
روي الحاكم في المستدرك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ورواه الترمذيُ وابنُ ماجه والنسائيُ
وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فَرَضَ الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان، نادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر)) رواه ابن ماجه
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((نادى فيه ملك: يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر)):
((نادى منادٍ)): أَي: ملك ينادى من قبل الله وان كنا نسمع صوته الا أننا نلمس أثره في قلب كل من باغيا للخير وأراد الله به الخير .
وقال الحافظ السيوطي رحمه الله ((يا بَاغي الخير))؛ أي: طالبه، ((أقبل)): أي: فهذا وقت تَيَسُّرِ العبادة، وحَبْسِ الشياطين، وَكَثْرَةِ الإعتاق من النَّار، فاغتنِمه.
وقوله: ((ويَا باغي الشَّر أقصر)): فهذا زمن قبول التوبة والتوفيق للعمل الصَّالح اهـ.
عباد الله : إِنَّنَا بَيْنَ يَدَيْ مَوْسِمٍ مِنْ مَوَاسِمِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، اخْتَصَّهُ اللهُ بِمَا شَاءَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ، فَأَنْزَلَ فِيهِ خَيْرَ كُتُبِهِ عَلَى أَفْضَلِ رُسُلِهِ.
فعلينا عَقْدُ الْعَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى اغْتِنَامِهِ وَعِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَمَنْ صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَيَسَّرَ لَهُ سُبُلَ الْخَيْرِ، قَالَ اللهُ -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
فَأَضْمِرْ فِي نَفْسِكِ النِّيَّةَ الصَّادِقَةَ، وَالْعَزِيمَةَ الْمَاضِيَةَ لِاسْتِغْلَالِ رَمَضَانَ، ثُمَّ خَطَّطْ وَابْدَأْ مِنْ أَوِّلِ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ وَأَبْشِرْ بِالْخَيْرِ.
ولا تجهد نفسك في أوله فتفتر في آخره واخره خير من أوله فنكون كالمَنْبَتَ المُنْقَطِعَ المُتَخَلِّفَ عَن رِفْقَتِهِ لِكَوْنِهِ أَجْهَدَ دَابَّتَهُ في أول الطريق حَتَّى أَعْيَاهَا أَو عَطِبَتْ، وَلَم يَقْضِ وَطْرَهُ، لا هُوَ قَطَعَ الأَرْضَ التي قَصَدَهَا، ولا هُوَ أَبْقَى ظَهْرَهُ يَنْفَعُهُ أي لم تبقي دابته أو سيارته سليمه
وعلَيْنَا أَنْ نَسْتَقِبَلَهُ بِالْعَزْمِ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ وَالسَّيِّئَاتِ وَالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ، وَالإِقْلَاعِ عَنْهَا وَعَدَمِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا، فَهُوَ شَهْرُ التَّوْبَةِ فَمَنْ لَمْ يَتُبْ فِيهِ فَمَتَى يَتُوبُ؟ قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النــور: 31].
فَأَكْثِرواْ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ: اَللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ لَهُ: “أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”[رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: بِسَنَدٍ قَوِيٍّ].
وان من ابتغاء الخير في شهر رمضان الحرص علي الدعاء وقد توسطت ايه الأمر بالدعاء ايات الصيم الأربعة
إن لكل عبد صَائِم دَعْوَة مستجابة عِنْد إفطاره اعطيها فِي الدُّنْيَا أَو ذخر لَهُ فِي الْآخِرَة
أخرج ابن ماجه في السنن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ لَلصَّائِمِ دَعْوَةً مَا تُرَدُّ» فَكَانَ ابْن عمر رضي الله عنهما يَقُول عِنْد إفطاره يَا وَاسع الْمَغْفِرَة اغْفِر لي
روي الطبراني في الدعاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ” البزَّارُ
عباد الله: شهر رمضان فيه إجابةُ الدعوات وإقالةُ العَثَرات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّ للهِ تبارك و تعالى عُتقاءَ في كلِّ يومٍ و ليلةٍ ( يعني في رمضانَ ) . و إنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ و ليلةٍ دعوةٌ مُستجابةٌ ) صحيح الترغيب والترهيب
ثانياً : شهر رمضان منحنة من الله لعباده المؤمنين وعتق من النيران
عباد الله : رمضان هو المنحةُ الربّانية والهبةُ الإلهية، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة:185].
فمثل شهر رمضان في الشهور كمثل القلب في الصدور، وكالأنبياء في الأنام، وكالحرم في البلاد، فالحرم يمنع منه الدجال اللعين، وشهر رمضان تصفد فيه مردة الشياطين، والأنبياء شفعاء للمجرمين، وشهر رمضان شفيع للصائمين، والقلب مزين بنور المعرفة والإيمان، وشهر رمضان مزين بنور تلاوة القرآن، فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له، فليتب العبد إلى الله عز وجل -قبل أن تغلق أبواب التوبة، وليتب إليه عز وجل -قبل أن يفوت وقت الإنابة، وليبك قبل أن يقضي وقت البكاء والرحمة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تُخْزَى أَبَدًا مَا أَقَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خِزْيُهُمْ مِنْ إِضَاعَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ ، قَالَ: انْتِهَاكُ الْمَحَارِمِ فِيهِ ، فَمَنْ عَمِلَ سُوءًا، أَوْ زَنَى أَوْ شَرِبَ خَمْرًا، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَلَعَنَهُ الرَّبُّ وَمَلَائِكَةُ السَّمَاءِ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْحَوْلِ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلْيُبَشَّرُ بِالنَّارِ، فَأَقِيمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ تُضَاعِفُ فِيهِ مَا لَا يُضَاعَفُ فِيمَا سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئَاتُ ” المعجم الأوسط للطبراني
إن سيد الشهور رمضان ولقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يهنئ ويبشّر أصحابه بقدوم رمضان وإتيانه، ففي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله ﷺ يُبشِّرُ أصحابَهُ، يقولُ: قد جاءَكم شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، كتبَ اللهُ عليكم صيامَهُ، فِيه تُفتَّحُ أبوابُ الجنّةِ، وتُغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم رَواهُ أحمدُ والنسائيُّ
فهذا الحديث أصل في التهنئة بقدوم شهر رمضان
وكُل ذلك شَحْذًا للهِمَم وإذْكاءًا للعزائم وتهيئةً للنفوس، حتى تُحسنَ التعامل مع فرصةِ رمضان، وحتى لا تفوِّتها، وهذا شأن السلف الصالح رحمهم الله تعالى
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ” إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنس أن تدعوه أن يبارك لك فيه, فليس الشأن في بلوغه! وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه؟!!! لأنك إذا وُفِّقت فيه لعمل صالح فإنك تسبق الجميع إلى الجنة حتى الشهيد .
روي الإمام أحمد في مسنده عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ( أنَّ رَجُلَيْنِ من بَلِيٍّ قَدِما على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان إسلامُهما جَميعًا، وكان أحَدُهما أشَدَّ اجتِهادًا مِن صاحِبِه، فغَزا المُجتَهِدُ منهما، فاستُشهِدَ، ثم مَكَثَ الآخَرُ بَعدَه سَنةً، ثم تُوُفِّيَ، قال طَلحةُ: فرأيتُ فيما يَرى النَّائِمُ كأنِّي عِندَ بابِ الجَنَّةِ إذا أنا بهما وقد خرَجَ خارِجٌ مِنَ الجَنَّةِ، فأذِنَ للذي تُوُفِّيَ الآخِرَ منهما، ثم خَرَجَ فأذِنَ للذي استُشهِدَ، ثم رَجَعا إليَّ فقالا لي: ارجِعْ؛ فإنَّه لم يَأْنِ لكَ بَعدُ. فأصبَحَ طَلحةُ يُحدِّثُ به الناسَ، فعَجِبوا لذلك، فبلَغَ ذلك رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: مِن أيِّ ذلك تَعجَبونَ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هذا كان أشَدَّ اجتِهادًا، ثم استُشهِدَ في سَبيلِ اللهِ، ودخَلَ هذا الجَنَّةَ قَبلَه. فقال: أليس قد مَكَثَ هذا بَعدَه سَنةً؟ قالوا: بلى. وأدرَكَ رَمَضانَ فصامَه؟ قالوا: بلى. وصلَّى كذا وكذا سَجدةً في السَّنةِ؟ قالوا: بلى قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلَمَا بَينَهما أبعَدُ ما بَينَ السَّماءِ والأرضِ”(أحمدبسند حسن)
فمع أنهما أسلما في يوم واحد ومات الأول شهيداً ، إلا أن تأخير موت الآخر سنة جعله سابقا للشهيد إلى الجنة لأنه أدرك شهرا من رمضان زيادة على صاحبه وبارك الله له فيه.
ويسن إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:” اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ” [ الترمذي وحسنه ] .
_ اجعل رمضان شهر التوبة والمغفرة
فأي رمضان يكون رمضانك؟! صعد رسول الله المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين! فقال : ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين)) أخرجه ابنُ خزيمة وابنُ حبان وانظر صحيح الترغيب والترهيب.
فالوحَى الوحَى قبل أن لا توبة تُنال، ولا عثرةَ تُقال، ولا يُفدَى أحدٌ بمال، فحُثّوا حَزْم جزمكم، وشدّوا لِبْدَ عزمكم، وأروا الله خيرًا من أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جاز من جاز، واعلموا أن من دام كسله خابَ أمله وتحقَّق فشله.
عباد الله: حافظوا علي الصلوات وخاصة في رمضان
فقد روي أن رجلا دخل مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم – على حين كان الناس يخرجون منه، فتسائل الرجل: لماذا يخرج الناس قبل أن أصلى؟ فقال له أحد المصلين: قد أقيمت صلاة الجماعة وفرغنا منها، فقال: لقد جئت متأخرا!!! عند ذلك انطلقت من الرجل آهة تمزقت منها روحه، وحملت رائحة من دم قلبه، فقال له رجل: يا أخي هون عليك، هب لي تلك الآهة وصلاتي لك، فقال وهبتها لك وقبلت الصلاة، فلما جاء الليل قال له هاتف في الرؤيا: لقد اشتريت جوهر الحياة وشفاء الروح، فبحرقة هذه الآهة، وبصدق هذا الندم، قبلت صلاة الناس كافة.
فعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. علينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.
عباد الله علينا أن نفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه
علينا أن نعمل على سلامة الصدر مع المسلمين قبل رمضان
روى عن ابن مسعود أنه سُئل: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ فقال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم.
إخوة الاسلام : إن شهرًا بهذه الصفات وتلك الفضائل والمكرمات لحَريّ بالاهْتِبَال والاهتمام، فهل هيّأت نفسك أخي المسلم ـ لاستقباله وروَّضْتَها على اغتنامه؟!
روي الامام احمد الطبراني في الكبير عن أبي أمامة وجابر- رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة.
فينبغي لمن يؤمن بأن رمضان شهر العتق من النيران أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر الكريم.
فالمغفرة والعتق من النار كل منهما مرتبًا على صيام رمضان وقيامه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . رواه البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه. متَّفق عليه
فهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يستعد لرمضان فأنار المساجد بالقناديل، فكان أول من أدخل إنارة المساجد، وأول من جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، فأنارها بالأنوار وبتلاوة القرآن، حتى دعا له الإمام علي -رضي الله عنه –بسبب ذلك.
عن أبى إسحاق الهمداني قال : خرج على بن أبى طالب في أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال:” نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن”
هذه هي فرصة رمضان، فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضانك؟! وتلك هي نعمة رمضان، فماذا أنت فاعل؟! وماذا أنت صانع؟!
ولله در القائل
أتى رمضانُ مزرعةُ العبادِ… لتطهيرِ القلوبِ من الفسادِ
فأدِّ حقوقَهُ قولاً وفعلاً … وزادكَ فاتَّخذهُ للمَعَادِ
فمن زَرَع الحبوبَ وما سَقَاها…تأوَّهَ نادِما يومَ الحصَادِ
أخي الحبيب، إن رمضانَ فرصةٌ من فرصِ الآخرةِ التي تحمل في طَيَّاتها غفرانَ الذنوب وغسْلَ الحَوْب، وكم تمر بنا الفرص ونحن لا نشعر. هذه فرصة وما أعظمها، تحملُ سعادةَ الإنسان الأبدية، فأين المبادرون؟! وأين المسارعون؟!
عباد الله: إن الصيام هو المدرسة التي يتعلمُ منها المسلمون، ويتهذّب فيها العابدون، ويتَحَنَّثُ فيها المُتَنَسِّكون.
جاء شهرُ الصيامِ بالبركاتِ…فأكرِمْ به من زائرٍ هو آتِ
نعم، إنه شهر البركات والرحمات، فرمضان شهر الطاعة والقُرْبَى والبر والإحسان والمغفرة والرحمة والرضوان والعتق من النيران، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الرحمةِ ، و غُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ ، و سُلسِلَتِ الشياطينُ )
ان الصيامُ يُصلِح النفوسَ، ويدفع إلى اكتساب المحامد والبُعد عن المفاسد. به تُغفر الذنوبُ، وتُكفَّر السيئات، وتزدادُ الحسنات
نعم يا عبد الله، رمضانُ سببٌ لتكفير الذنوب والسيئات إلا الكبائر، وعن أَبي هُريرة أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ رواه مسلم. رواه مسلم
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: أيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الفِتْنَةِ؟ قالَ: قُلتُ: أنا أحْفَظُهُ كما قالَ، قالَ: إنَّكَ عليه لَجَرِيءٌ، فَكيفَ؟ قالَ: قُلتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ، ووَلَدِهِ، وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ، والصَّدَقَةُ والمَعْرُوفُ. متفق عليه.
ثالثاً: امور يجب ملازمتها للفوز في رمضان
احرص اخى علي هذه الامور لتفوز بالمغفرة وتقبل الصيام
١ – صحبة الأخيار
ينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل: الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه
وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين ومخالطة غير المتقين، في الحديث الذي أخرجه الترمذي عنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيِّ ﷺ قَالَ: لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ رواه أَبُو داود والترمذي
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه : أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِل رواه أَبُو داود والترمذي
قال العلماء: يعني لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا في دينه ومذهبه
وقد صور النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك فقال:” مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”( متفق عليه )
أحبتي في الله: والله إن الصاحب – وخاصة في رمضان – إذا كان صالحاً سيأخذ بيديك إلى الجنة ، وإن كان طالحا يجرك إلى جهنم جرا، وسأضرب لك مثالين
الأول: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } ( متفق عليه )
فوجود أبي جهل والصحبة السوء جعلت أبا طالب من أصحاب الجحيم، وحزن عليه النبي حزنا شديدا
المثال الثاني: عن ابن عباس قال: « كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أهل مكة كلهم، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه، وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاماً ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . فقال : أطعم يا ابن أخي. قال : ما أنا بالذي أفعل حتى تقول . . . فشهد بذلك وطعم من طعامه . فبلغ ذلك أُبي بن خلف فأتاه فقال: أصبوت يا عقبة؟ – وكان خليله – فقال: لا والله ما صبوت. ولكن دخل عليَّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم، فشهدت له، فطعم. فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه. ففعل عقبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف، فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبراً ولم يقتل من الأسرى يومئذ غيره » .( الدر المنثور , للسيوطي ) وفي ذلك نزل قوله تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} ( الفرقان )، فتخيل أنه فضل رضا صاحب السوء على رضا الله ورسوله وكانت النتيجة جهنم وبئس المصير
فلا تصاجب من يجرك للزور ويليهيك عن التراويح وينسيك فضل الصيام والقيام
٢ – الزم الكلام الطيب وقراءة القرآن الكريم وتجنب ما يفسد صومك لأن غاية الصيام التقوى
قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. يؤكد هذا المعنى ـ أيها الصُوَّام ـ قول النبي : ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري
قال بعض السلف: “أهون الصيام ترك الطعام والشراب”.
فيا أهل اللهو والعبث، ويا أهل البرامج والفوازير والمسابقات يا اهل القيل والقال، نبيكم يقول: ((ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث)) رواه ابن حبان، هذا هو الصيام، فإذا تحقق فيه ذلك كان جُنَّةً من المعاصي. الصيام الذي لا يمنعك من النظر إلى الحرام والسب والشتم والتلاحي والخصام والغيبة والنميمة والقِيل والقال والولوغ في الأعراض فليس بصيام، إنما الصيام من اللغو والرفث، إذا تحقّق هذا كان جُنَّةً من المعاصي، وبالتالي جُنَّةً ووقايةً من النار، قال : ((الصيام جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار)) رواه أحمد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الصِّيامُ جُنَّةٌ، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَوْ شاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائمٌ -مَرَّتَيْنِ- والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوْفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؛ يَتْرُكُ طَعامَهُ وَشَرابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيامُ لِي وَأَنا أَجْزِي بِهِ، والْحَسَ