الامام المهدى سيخرج من بين سجادين وعليَّين

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى

سلسلة علوم آخر الزمان

روى عن الامام على رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “يا عم ألا اخبرك ان الله قد افتتح هذا الامر بى وسيختمه بولدك”. فهذه الاحاديث وغيرها تدل على ان المهدى من ولد العباس بالتصريح، وهناك حديث السيدة ام سلمة ايضاً والتى ذكرت ان فى هذا الحديث ان المهدى من ولد العباس ذكرت فى الحديث الاخر ان المهدى من عترتى من ولد فاطمة وفى رواية ان المهدى من ولد فاطمة ، واذا اردنا ان نربط بين تلك الاحاديث نعرف ان المهدى ينتسب رحما الى السيدة فاطمة وصلباً الى العباس بن عبد المطلب وبذلك يكتمل دنيا ودين.

عندما ننظر الى الخلافة عندما آلت الى بنى العباس وكيف جهزوا انفسهم للوصول الى الخلافة، نجد ان بنى العباس يمتلكون ذكاءً فطرياً فى ادارة شئون السياسة وامورها، بينما ذرية الامام على فقد اشتهروا بالعلم والدين والزهد والتقوى والورع وغير هذا من محاسن الاخلاق، لذلك فإن الامام المهدى يحتاج الى الناحيتين الدينية والدنيوية.

ورغم ان الخلافة قد وصلت الى بنى العباس وليس فى الارض احداً قراءة للقرآن ولا قياماً بالليل ولا تصدقا ولا نفقة ولا يفعل باباً من ابواب الخير اكثر منهم لأنهم من النفس الدائرة وهى دائرة ال بيت النبى صلى الله عليهه وسلم.

وكذلك هناك حديث الكساء وفيه ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع العباس وجمع ولد العباس ووضع عليهم الكساء ودعا لهم.

روى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال : “كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَغتَسِلُ بفَلاةٍ مِنَ الأرضِ، فأتاه العبَّاسُ بكِساءٍ فسَتَرَه، فقال النَّبيُّ عليه السَّلامُ: اللَّهمَّ استُرِ العبَّاسَ وولَدَه مِنَ النَّارِ ” أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 3/435

وروى عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس : إذا كان يوم الاثنين فائتني أنت وولدك قال فغدا وغدونا معه فألبس العباس كساء ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة باطنة لا تغادر ذنبا اللهم اخلف في ولده ” تاريخ دمشق لابن عساكر 5617 .

وروى عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص الوقاصي حدثنا جدي أبو أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب ” يا أبا الفضل لا ترم منزلك غدا أنت وبنوك فإن لي فيكم حاجة ” فانتظروه فجاء فقال السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال : كيف أصبحتم ؟ قالوا بخير نحمد الله كيف أصبحت أنت يا رسول الله ؟ قال : بخير أحمد الله فقال تقاربوا ليزحف بعضكم إلى بعض ثلاثا فلما أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته وقال ” هذا العباس عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي اللهم استرهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه ” قال فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت آمين آمين ثلاثاً ” تاريخ دمشق لابن عساكر 5619.

وكذلك حديث العباءة وفيه ان النبى صلى الله عليه وسلم جمع على والسيدة فاطمة والحسن والحسين ووضع عليهم العباءة ودعا لهم.

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أم سلمة أن النبي صلَّى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ وجَلَّ هذه الآية ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال :”اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ، وطَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً”. قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : ” إنك إلى خير إنك إلى خير”.

لذلك من هذا يتضح ان الامام المهدى سيكون من بين الكساء والعباءة.

من كل هذا يتضح ان الامام المهدى سيكون بين الكساء والعباءة، فقد وضع النبى صلى الله عليه وسلم على هؤلاء الكساء ودعا لهم ووضع صلى الله عليه وسلم على هؤلاء العباءة ودعا لهم، فالإمام المهدى سيكون من بين هذاين ، والنبى صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا فى البيت الهاشمى إلا فى هذان الفرعين.

ومن ناحية اخرى انه يوجد أيضاً فى البيت الهاشمى كان هناك سجادان على بن عبد الله بن العباس سمى بالسجاد لانه كان يصلى فى الليل الف ركعة، والإمام على زين العابدين بن الحسين والمشهور بعلى السجاد وكان يصلى الف ركعة فالمهدى يخرج من بين عليين هما (على بن عبد الله بن العباس وهو الذى من ذريته الخلفاء ، والامام على بن الحسين وهو الذى من ذريته ائمة الدين)، لذلك سيخرج المهدى من بين سجادان وعليَّان.

فتناول هذا الامر يحتاج الى شئ من البحث والتدقيق وان نبحث عن الامر بحيادية وموضوعية وان ندرك الحق ونلزمه ، لأننى متأكد من ان امر الامر المهدى سيكون اختبار وفتنة لكثير من الناس.