يقول الشيخ الغزالى رحمه الله أذكر أن وكيل الوزارة كلَّفني يوماً أن أضع خطبة محترمةفي تحديد النسل ، لأن المشروع موشك على الفشل
فقلت له : إن مشكلة الانفجار السكاني في العالم لا تحلّ
على حساب المسلمين وحدهم
قال : ماذا تعني ؟
قلت : التعليمات صدرت لغيرنا أن يتكاثروا ،
فلا أعمل أنا على تقليل المسلمين
فقال في عبوس : أنت موظف ، وقد أمر الرؤساء بشيء فيجب تنفيذه
فقلت في صرامة :
أنا لست موظفاً في بيت أحد الرؤساء ، أنا وأي رئيس موظفون في جهاز إسلامي حسيبنا فيه الله ،
فأنا أرعى ربي قبل أي امرئ آخر ،
أنا ورئيس الدولة نأخذ مرتباتنا من وعاء واحد ،
من مال المسلمين ، أنا لا آخذ مرتبي من كيس أحد حتى أجعل ولائي له من دون الله ،
فأشاح معرضاً ، وانصرف مغضباً ، وبعد أيام أرسل إليَّ ، وقال : يا سيدي كتب الخطبة غيرك
قلت : ليكتب من شاء ما شاء ،
أمّا أنا فلا أبيع ديني لأحد .
إنني أكره الشيوخ الذين يسترضون الرؤساء بالفتاوى الجهلاء ،
إنهم يدورون في القاهرة وفي كل عاصمة بذممهم ،
كما يدور سائقو سيارات الأجرة بعرباتهم ،
يتلفتون : هل من راكب ؟
قبحهم الله ، وقبّح من كلّفهم ، وقبل منهم.