غزارة العلم مع ضحالة الفقه… طريق إلى الضلال والفتنة
29 يونيو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ : عبد الله قدري سعد
في عصرنا الحديث، كَثُر الحُفاظ وقلّ الفقهاء، وظهرت أصوات كثيرة تتكلم باسم الدين، لكنها تفتقر إلى الفهم العميق، والوعي بمقاصد الشريعة وروحها. وهذا الخلل الخطير جعل بعض الناس يُفتنون بأصحاب اللسان الطليق والعبارات الرنانة، ويغفلون عن أن الفهم هو معيار النجاة.
فليس كل من حفظ العلم، فَقِهَ الدين.
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: “كم من متعلِّم يُضلُّ غيره ولا يهتدي.” وقال الحسن البصري: “من لم يكن له فقه في الدين، ورع في الدين، ما أسرع ما يزل.”
العالم الذي لا يفقه، قد يكون أخطر من الجاهل، لأنه يتكلم بثقة، ويُلبس الناس الباطل ثوب الحق، ويقودهم إلى الفتنة وهو يظن أنه على هدى.
وقد بيّن النبي ﷺ أن علامة الخير في العبد ليست كثرة علمه، وإنما قوله:
“من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.” [متفق عليه].
فالفقه هو البصيرة، وهو الضابط، وهو النور الذي يُميز بين الغث والسمين، وبين الحق والباطل، وهو ما ينبغي أن يُطلب مع كل علم.
ولا يصح أن يُفصل الفقه عن التقوى، فالعلم بلا ورع قد يُورد صاحبه المهالك، أما العلم مع الفقه والتقوى فهو النور على نور.