أيها الخطيب المبارك… إيّاك والتكرار المُمل والمواعظ الباهتة!

بقلم الدكتور : فارس  أبوحبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية

 

أيها الخطيب المبارك… إيّاك والتكرار المُمل والمواعظ الباهتة!

* لا تكن أسير العبارات المحفوظة، والكلمات المُعادة التي تُكرَّر على المنابر حتى أصبحت كالأصداء الباهتة في الآذان، لا تُحرّك قلبًا، ولا تُوقظ ضميرًا!

* توقف عن اجترار الخُطب القديمة، والمقولات المُستهلكة التي يعرفها الناس أكثر مما تقولها أنت… فالناس اليوم لا تُصغي لمجرّد الصوت، بل تنتظر نبض الحياة في الكلمات.

 الخطبة رسالةٌ حيّة، لا جثّة محنطة!

إنها صوت الواقع، ونَفَس الزمان، ليست مجرد أوراق صفراء في بطون الكتب، بل كلمات تُستمدّ من الوحي الشريف  وتُستنبط من فقه العلماء الربانيين ، وتُغذّى بتجارب الحياة، وحرارة الإيمان، وصدق الشعور 

كن مُجدّدًا في طرحك، معاصرًا في خطابك، قريبًا من نبض جمهورك.

* اجعل موضوعاتك نابعة من قضاياهم، وألفاظك صادقة كأنها خرجت من قلبك قبل لسانك.

* اجعلهم يشعرون أن الخطيب يُخاطبهم لا يُكرّر عليهم ما حفظه!

* لا تكتفِ بقول من سبقك، بل قُلْ ما يحتاج إليه من أمامك!

فما أكثر ما قيل، وما أقل ما وُفّق قائله في التأثير، لأن الروح غابت، والصدق فَقَد حرارته!

* اجعل لكل خطبة نَفَسها، ولكل جمعة رسالتها، فالدعوة ليست محفوظات، بل نفحات.

 قال الإمام الشاطبي: “الموعظة إن خرجت من القلب وقعت في القلب، وإن خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان.”

* واجعل شعارك دائمًا: “أُريد أن أُغيّر لا أن أُكرّر!”