مشايخ الأوقاف في الصالحية الجديدة..سفراء النور في تحفيظ القرآن وتربية الأجيال
24 يونيو، 2025
منبر الدعاة

بقلم فضيلة الشيخ : حسين السمنودي
إمام وخطيب ومدرس على درجة مدير عام بمديرية أوقاف القاهرة
في قلب مدينة الصالحية الجديدة بالشرقية ، حيث تعانق مآذن المساجد عنان السماء، وتنبض القلوب بحب القرآن، يسطع نجم مشايخ الأوقاف الذين أخذوا على عاتقهم مهمة عظيمة، تتجاوز التعليم والتحفيظ، لتصل إلى بناء الإنسان من الداخل، وتنشئة جيل قرآنيّ واعٍ يحمل في صدره كتاب الله، وفي سلوكه نور الهداية، وفي عقله وعي الأمة.
ومن أبرز المشاهد المشرقة في هذه المدينة الهادئة، تأتي دورة أهل القرآن الصيفية التي تُعقد في المسجد الجامع بالصالحية الجديدة. وبرعاية تامة من فضيلة الشيخ الدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل الوزارة مدير مديرية أوقاف الشرقية .وتحت إشراف الأستاذ الدكتور أسامة الازهري وزير الاوقاف المصري . وتحت إشراف مباشر من فضيلة الشيخ الدكتور عثمان أحمد كبير مفتشي مدينة الصالحية الجديدة .والذي يُعد بحق واحدًا من أعمدة العمل الدعوي النشيط، وأحد المربين المخلصين الذين آمنوا بأن القرآن هو السبيل الأول لبناء جيل يحمل مسؤولية الإصلاح والنهضة.
ولم تكن هذه الدورة مجرد نشاط صيفي تقليدي، بل كانت فضاءً تربويًا متكاملاً، يلتقي فيه الأبناء من مختلف الأعمار ليتعلموا الحروف والنطق، ثم الحفظ والتجويد، ثم التأمل والتدبر، حتى يصلوا إلى تذوق معاني القرآن، وعيش قيمه في واقعهم اليومي. وقد بدأ المشايخ والواعظون في بذل الجهد فى هذه الدورة مما يعد جهدًا استثنائيًا كبيرا، فلم يُعلّموا فقط بألسنتهم، بل قدّموا أنفسهم قدوة في الأخلاق، والانضباط، والرحمة، والصبر الجميل.

ففي كل حلقة من حلقات التحفيظ، كان الطالب لا يخرج فقط وهو حافظٌ لآيات من كتاب الله، بل يعود لأهله وهو أكثر أدبًا، أرقّ خلقًا، وأكثر وعيًا بأهمية الوقت، واحترام المعلم، وصدق اللسان. وهذا هو الغرس الحقيقي الذي تسعى إليه وزارة الأوقاف في نهجها الجديد، والذي طبقه مشايخ الصالحية الجديدة بكل أمانة ومهارة.
وقد شكّلت الدورة القرآنية هذا العام لوحةً مشرفةً من التفاعل المجتمعي، حيث حرص أولياء الأمور على حضور الفعاليات، ومتابعة تقدم أبنائهم، وشكروا القائمين على الجهد العظيم المبذول. وقد عبّر كثير منهم عن ارتياحهم الشديد لهذا المستوى الراقي في تعليم القرآن، من حيث التنظيم، والانضباط، والمنهجية التربوية المتوازنة، والروح الإيمانية المشرقة التي تسود المكان.
ولم يكن فضيلة الشيخ الدكتور عثمان أحمد بعيدًا عن التفاصيل، بل كان حاضرًا يوميًا، يتابع الطلاب، ويوجّه المشايخ، ويُقيّم الأداء، ويُشجّع التميز، ويُذكّر بأن هذه الأجيال الصغيرة، إن أُحسن غرسها اليوم، ستُثمر غدًا قادةً، وأئمة، ومعلمين، وأطباءً ومهندسين… ولكن قاعدتهم ستكون: “قرآنيون في العقل والوجدان”.
ولا تقف جهود مشايخ الصالحية الجديدة عند حدود المسجد والدورة، بل هم في كل ركن من أركان المدينة، في المدارس، في الملتقيات الثقافية، في المبادرات المجتمعية، في توعية الأسر، ومواجهة الانحرافات، والدعوة إلى الستر، والصلاح، والتسامح، والعمل. هم بحق جنود الدعوة في الميدان، لا يتوقفون، ولا يتراجعون، يحملون لواء القرآن ويضيئون به العقول والقلوب معًا.
إن ما يحدث اليوم في مدينة الصالحية الجديدة من عمل دعوي تربوي على يد مشايخ الأوقاف، يُعد أنموذجًا يُحتذى به، ليس فقط في نطاق الشرقية، بل على مستوى الجمهورية. نموذج يؤمن أن القرآن ليس كتابًا نُحفظه فقط، بل منهج حياة، وقنديل درب، ومصدر قوة وعزة لهذه الأمة.
فتحية لكل شيخ أخلص، ولكل داعية علّم بحب، ولكل يد امتدت لتدل طفلًا على آية، وتُمهّد له طريقًا نحو الله.
وتحية خاصة لفضيلة الشيخ الدكتور عثمان أحمد، الذي استطاع بروحه الطيبة وإشرافه النشيط أن يُعيد للمسجد دوره الحقيقي في بناء الإنسان والمجتمع معًا.
وكل من معه من مشايخنا الافاضل الدكتور احمد العدوي والشيخ محمد صلاح
وباق العلماء الأجلاء .