المقال الثاني من سلسلة البداية بقلم : خادم مدرسة تصوف العلماء الدكتور : أحمد شتيه
البداية (٢) : ملامح منهجنا :
في النقاط والسطور التالية سنلخص لمنتسبي مشروع ( مدرسة تصوف العلماء ) الملامح العامة التي يجب أن يعرفها كل منا عن المنهج الذي ندعو إليه . وهي كالتالي :
أولا : التأكيد على أهمية العلم الشرعي بالنسبة للشخصية الصوفية وإنه لا تصوف أبدا دون علم . وأن على طالب سلوك هذا الطريق الشريف أن يجتهد في طلب العلم ولو بأدنى مستوياته في علوم الشريعة بين الآلة والغاية .
ثانيا : التأكيد على أهمية القدوة في السلوك وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة لكل كبير وصغير . وأن صدق القدوة لا يكون إلا من باب متابعته صلى الله عليه وسلم . وأن كل ما خالف هديه وهدي سلفنا الصالح فهو ليس من التصوف قولا واحدا .
ثالثا : السعي إلى تعميق معنى تعظيم قدر وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين . لأنه سبب الإيمان وطريقه . وأن حبه صلى الله عليه وسلم هو الموصل لتمام متابعته الذي هو الطريق الأوحد إلى التحقق بمقام العبودية الذي هو الغاية من سلوك هذا الطريق . بل هو الغاية من خلق الإنسان .
رابعا : التأكيد على أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هي سبيلنا في التقرب إلى الله تعالى والتحبب إلى ذاته الشريفة وأن الإكثار منها هو علامة أهل السنة سلفا وخلفا .
خامسا : السعي إلى نشر المنهج التربوي والأخلاقي والسلوكي للتصوف بالشكل المناسب للعصر والمناسب لعقول الناس في هذا الزمان عملا بالقاعدة المحمدية ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) .
سادسا : الابتعاد التام عن كل سلوك أو فكرة أو معتقد ليست من منهج التصوف .
سابعا : النصيحة لكل منتسب للتصوف تصدر منه أفعال أو أفكار غير لائقة . بالحكمة والموعظة الحسنة وبأدب الدعوة إلى الله تعالى .
ثامنا : الاجتهاد في نشر المنهج بكل السبل المتاحة على المنابر وفي قنوات الميديا وفي الكتب والمطبوعات . والتعاون مع كافة المؤسسات من أجل نشر فكر تصوف العلماء .
تاسعا : عدم الإساءة إلى المخالف مهما كان مذهبه أو معتقده . والتزام درء السيئة بالحسنة في كافة التحركات . وعدم السعي إلى الصدام . وإغلاق أبواب الجدل وكل ما فيه تمزيق لوحدة المسلمين . وحسبنا رد الفكرة بالفكرة . مع لزوم المنهج العلمي وعدم الابتعاد عنه .
عاشرا : لا ننادي أبدا أن يترك أحد طريقته التي هو فيها . بل على العكس . فعليه إن قبل منهجنا ووقف على صحة ثوابتنا أن يدعو غيره من إخوانه وأحبابه إلى المنهج كي يعم النفع والإصلاح طرق أهل الله التي عانت من الخلل بسبب أو لآخر . فيكون معينا لإخوانه آخذا بأيديهم إلى التصوف الحق .