الفاتح يكتب : المراجعات السلفية

بقلم الدكتور : الفاتح محمد
مدرس مساعد بقسم اللغة العربية – كلية الاداب بجامعة سوهاج.


المراجعات السلفية حتى تكون حقيقية ومثمرة لابد أن تشتمل على الآتى:

أولا : نقد حقيقى للدعوة الوهابية وتكفيرها أهل لا إله إلا الله، واستباحتها الدماء، أقول: نقد حقيقى يفضى إلى البراءة التامة منها.

ثانيا : مراجعة النظرية السلفية للفقه التى تتبنى الظاهرية حقيقة وتتسمى بالسلفية ادعاءً.. وبناء عليه يتسع أفق السلفية لقبول الاختلاف الفقهى بصورة شاملة، وقبول الآراء المختلفة على أنها اختلاف فى فهم النصوص الشرعية، وليس اختلاف حول النصوص الشرعية.

ثالثا : مراجعة فكرة التمحور والدوران حول شخصية ابن تيمية وآرائه، وهذا ما سيمكنهم من رؤية التراث الإسلامى باتساعه وثرائه، وسيكسبهم مرونة أكبر مع المدارس المختلفة التى تمثل السياق العام للأمة.

رابعا : التخلى عن التقديس المفرط لأعلام السلفية المعاصرين، وعلى رأسهم الثلاثى؛ الألبانى وابن باز وابن عثيمين. وكذلك ظلالهم من الأئمة والدعاة والوعاظ الذين يمثلون هذه المدرسة الضيقة، وكذلك المواقع الإلكترونية التى تمثل هذا المنهج، وكادت تصبح من مصادر التشريع لديهم.

خامسا : التورع عن الخوض المفْرِط فى الكلام فى صفات الله عز وجل، والاقتصاد فى هذا الباب.

هكذا تكون المراجعة الحقيقة، وبعدها يستطيع المجتمع تقبل السلفى بوصفه عضوا مختلفا، وليس متطرفا.. لكن الواقع يقول إن أغلب المراجعات تكون شكلية بحتة فى تغيير الأسلوب ورسم الابتسامة اللزجة على الوجوه، ولبس الكاجوال، ومخاطبة الناس بلغة معاصرة، مع مزاح فى أكثره يكون بائخا.

أو تكون المراجعة فى بعض المسائل الجزئية التى يرون جمهور الفقهاء على خلافهم كإسبال الثوب وتدقيق المرأة حواجبها… وكله ذَرٌّ للرماد فى العيون.

والسؤال: إذا قام السلفى بالمراجعة الحقيقية بشروطها المذكورة، ماذا سيتبقى له من السلفية؟!!

اترك تعليقاً