العائدون من الوهابية ( ٢ )
24 مايو، 2025
الوهابية ومنهجهم الهدام

في أبحاثنا عن طبيعة تكوين العقلية داخل المدرسة المتشددة المسماة ( السلفية – الوهابية ) وجدنا الآتي :
الطلاب يقضون أعوامهم الأولى في شيء أشبه بالكهنوت . بل هو كذلك فعلا .
إن الأستاذ ينهى تلميذه عن القراءة إلا عنه ، وعن التلقي إلا منه ، وذلك كي يتمكن من السيطرة على عقله . وترسيخ معتقدات أساسية فيه يبني عليها كل ما يتلقاه بعد أن يغادر شيخه ليصبح شيخا هو الآخر .
فالمشروع الوهابي سريع جدا في إنتاج المشايخ ، والدعاة ، والعلماء، والأئمة الكبار الذين لا يحملون من هذه الألقاب سوى الحروف .
المعاني التي يرسخونها في أذهان طلابهم :
أولا: أن الأمة على ضلال منذ ما يزيد على الألف عام . ( وتلك دعوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له في مؤلفاته ) فقد تضمن كتاب ( الدرر السنية ) حوالي ٢٥٠ موضعا فيه تكفير المسلمين .
ثانيا : أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله قيضه الله لإعادة التوحيد إلى المسلمين . ثم تلاه في زمنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أحيا تراثه ورفع شعار التجديد والتوحيد . وأن المسلمين ( علماءهم جميعا عاندوه ورفضوا دعوته لأنه كان يبين ضلالاتهم ) . يعني : ابن تيمية وابن عبد الوهاب وحدهما على صواب وكل من تلاهم . وباقي المسلمين علماء وعواما في دائرة الضلال .
ومن هذا المنطلق والمعتقد تجد المتطرف منهم لا مشكلة عنده أبدا في رمي أي عالم بالنقص أو الضلال فضلا عن عموم المسلمين .
ثالثا : أنه يجب ألا يقرأ إلا لهما ولمن تبعهما . ولا يقرأ شيئا من التراث إلا بتحقيق أئمة المدرسة كالألباني وابن باز وابن عثيمين .
ومن الناحية العلمية فإن المدرسة الوهابية صدرت منها أخطاء في التحقيق والتعليق تصل كثيرا إلى العبث بالتراث . والدس والحذف والاجتزاء .
وما ذكرناه هنا لا يستطيع أحد أن ينكره لانه ثابت بين أيدينا بالأدلة والوثائق . فنحن لا نتجنى بل نحن نقرأ الواقع بالأدلة .