إعداد فضيلة الشيخ : أحمد أبو اسلام
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
الجمعة 26 من شوال 1446هـ الموافق 25 من أبـــــــريل 2025م
عناصر الخطبة
١)سيناء في القرآن الكريم
٢)سيناء مر بها العديد الأنبياء
٣) ترتبط سيناء بالدين الإسلامي
٤) على أرضها مات الصالحون
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد..
فإن الخالق لجميع المخلوقات قد فضل بعضها على بعض، واختار منها ما شاء، فخلق الناس واختار منهم الأنبياء، وخلق الأماكن واختار منها المساجد، وخلق الشهور واختار منها رمضان، قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68].
سيناء في القرآن الكريم
قال الله عز وجل: ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾. المؤمنون (20).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ ﴾ يعني: الزَّيتون ﴿ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ ﴾ يعني: جبلاً معروفاُ أوَّل ما ينبت الزَّيتون ينبت هناك ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ لأنَّه يتَّخذ الدُّهن من الزَّيتون ﴿ وَصِبْغٍ ﴾ إدام ﴿ لِلْآكِلِينَ ﴾.
تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ وَشَجَرَةً ﴾ أَيْ وأنشأ لَكُمْ شَجَرَةً ﴿ تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ ﴾، وَهِيَ الزَّيْتُونُ، قَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَبُو عَمْرٍو «سِينَاءَ» بِكَسْرِ السِّينِ. وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِفَتْحِهَا، وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ وَفِي سِينِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ [التَّينِ: 2] قَالَ مُجَاهِدٌ: مَعْنَاهُ الْبَرَكَةُ، أَيْ: مِنْ جَبَلٍ مُبَارَكٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ: مَعْنَاهُ الْحُسْنُ، أَيْ مِنَ الْجَبَلِ الْحَسَنِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ بِالنَّبَطِيَّةِ، وَمَعْنَاهُ الْحُسْنُ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ هُوَ بِالْحَبَشِيَّةِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: مَعْنَاهُ الشَّجَرُ، أَيْ: جَبَلٌ ذُو شَجَرٍ. وَقِيلَ: هُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ الْمُلْتَفَّةُ بِالْأَشْجَارِ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: كُلُّ جَبَلٍ فِيهِ أَشْجَارٌ مُثْمِرَةٌ فَهُوَ سِينًا، وَسِينِينَ بِلُغَةِ النَّبَطِ. وَقِيلَ: هُوَ فَيْعَالُ مِنَ السناء وهو الارتفاع. وقال ابْنُ زَيْدٍ: هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي نُودِيَ مِنْهُ مُوسَى بَيْنَ مِصْرَ وَأَيْلَةَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: سَيْنَا اسْمُ حِجَارَةٍ بِعَيْنِهَا أُضِيفَ الْجَبَلُ إِلَيْهَا لِوُجُودِهَا عِنْدَهُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ اسم للمكان الَّذِي فِيهِ هَذَا الْجَبَلُ، ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾، قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ وَيَعْقُوبُ تُنْبِتُ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْبَاءِ، فَمَنْ قَرَأَ تنبت بِفَتْحِ التَّاءِ فَمَعْنَاهُ تَنْبُتُ تُثْمِرُ الدُّهْنَ وَهُوَ الزَّيْتُونُ. وَقِيلَ: تَنْبُتُ وَمَعَهَا الدُّهْنُ، وَمَنْ قَرَأَ بِضَمِّ التَّاءِ، اخْتَلَفُوا فِيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْبَاءُ زَائِدَةٌ مَعْنَاهُ تُنْبِتُ الدُّهْنَ كَمَا يُقَالُ أَخَذْتُ ثَوْبَهُ وَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: نَبَتَ وَأَنْبَتَ لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ:
رَأَيْتُ ذَوِي الحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ
قَطِينًا لَهُمْ حَتَّى إِذَا أَنْبَتَ البَقْلُ
أَيْ: نَبَتَ، ﴿ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾، الصِّبْغُ وَالصِّبَّاغُ الإدام الذي يلون الخبز إذ غُمِسَ فِيهِ وَيَنْصَبِغُ، وَالْإِدَامُ كُلُّ مَا يُؤْكَلُ مَعَ الْخُبْزِ سَوَاءٌ يَنْصَبِغُ بِهِ الْخُبْزُ أَوْ لَا يَنْصَبِغُ. قَالَ مُقَاتِلٌ: جَعَلَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ أُدْمًا وَدُهْنًا، فَالْأُدُمُ: الزَّيْتُونُ، وَالدُّهْنُ: الزَّيْتُ، وَقَالَ: خَصَّ الطَّوْرُ بِالزَّيْتُونِ لِأَنَّ أَوَّلَ الزيتون نبت بها. ويقال: لأن الزَّيْتُونَ أَوَّلُ شَجَرَةٍ نَبَتَتْ فِي الدنيا بعد الطوفان.
فيقع جبل الطور في سيناء من أرض مصر .
وأكثر المفسرين على أنَّ المقصود بطور سيناء هو جبل الطور بخصوصه، لا كل أرض سيناء.
قال شيخ المفسرين الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان في تأويل القرآن): قوله: {تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} يقول: تخرج من جبل يُنبِت الأشجار. انتهى.
وقال القاضي البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) في تفسير الآية السابقة: ومما أنشأنا لكم به شجرة؛ تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ جبل موسى عليه السلام بين مصر وأيلة. انتهى.
ويحتمل أن يكون المقصود بطور سيناء هو سيناء نفسها، لا خصوص الجبل. قال الزمخشري في تفسيره (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل): وطور سينين، لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإمّا أن يكون اسمًا للجبل.
سيناء وردت في القرآن الكريم مرتين ؛ صراحة مرة في سورة المؤمنون حيث قال تعالي “وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين” ومرة في سورة التين في قوله تعالي (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين ) وفي هذه الآية امتنان ببعض ما أنعم الله به وتفضل به علي العباد من أراضي خصبة ينبت بها الزروع والثمار وتجلب لهم الخير والرزق طوال العام وتميز أرض سيناء عن غيرها.
وهناك مواضع ذكرت فيها سيناء ضمنا في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالي (فلما قضي موسي الأجل وسار بأهله انسا من جانب الطورنار قال لأهله امكثوا إني أنست نارا لعلي أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسي إني أنا الله).
وأوضح أن شاطئ الوادي الأيمن أي جانب الوادي الأيمن والبقعة المباركة هي التي كلم الله سيدنا موسي عليها وهي جبل الطور بسيناء، فيتضح من هذه الآية أن أرض سيناء هي موضع قدم للأنبياء حيث كلم الله سيدنا موسي عليه السلام من فوق جبلها وأمره بأن يمكث في أرضها وسيأتيه الخير من أرضها .
يقول الله سبحانه وتعالى: “وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الأعراف 143)
نحن هنا أمام ظاهرة كونية فريدة الوجود، فسيناء هي الأرض الوحيدة في الكون التي تجلى فيها المولى الكريم لنبيه موسى “عليه السلام” الذي خر صعقًا، ويكفي هذا فخرًا لسيناء ولمصر..
ولكن المولى الكريم يضيف لأرض سيناء ميزة أخرى؛ وهي مناداة سيدنا موسى فيها بقوله سبحانه وتعالى: “وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى”
وهنا نادى المولى الكريم على نبيه موسى في أرض سيناء – التي تجلى فيها المولى الكريم، وفيها تحدث مع نبيه موسى، ولذلك وصفها المولى سبحانه وتعالى بالوادي المقدس .. وهذان مصدران آخران للفخر؛ حديث المولى الكريم وصفها بالوادي المقدس، ووصفها مرة أخرى بالبقعة المباركة في قوله تعالى “فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (القصص30).
ثم أقسم الله تعالى في قوله “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ”، كما قال تعالى “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ”، المؤمنين
ويقول الله سبحانه وتعالى: “وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا”
سيناء مر بها العديد الأنبياء
وسيناء مر بها العديد من أنبياء الله سبحانه وتعالى؛ حيث تذكر التوراة مسيرة سيدنا إبراهيم خليل الله من الشام لمصر عبر سيناء؛ ويذكر القرآن الكريم رحلة سيدنا يوسف وهو طفل، كما يذكر استقبال يوسف لأبيه يعقوب عند الحدود الشرقية، ولكل ذلك جاء في القرآن الكريم “.. ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف 99) وشهدت العديد من أنبياء بني إسرائيل، وفي مقدمتهم سيدنا موسى، حيث نزلت التوراة على سيدنا موسى في الطور وأخاه هارون، وفيها انبجست اثنتا عشرة عينا لقوم سيدنا موسى، وفيها عبرت سيدتنا مريم بالسيد المسيح لمصر، وعبرها سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” في الإسراء والمعراج.
هذه هي سيناء فهي:
1- الأرض التي تجلى فيها رب الوجود.
2- الأرض التي كلم فيها المولى سيدنا موسى.
3- الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالأرض المقدسة.
4- الأرض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالبقعة المباركة.
5- الأرض التي أقسم الله سبحانه وتعالى فيها (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ).
6- الأرض التي مر بها العديد من الأنبياء من سيدنا إبراهيم إلى سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب إلى سيدنا موسى إلى سيدنا المسيح إلى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
هذه مكانة سيناء الأرض المقدسة المباركة أرض الأنبياء عند المولى الكريم وفي الكتب المقدسة، وهذا يكفي لأن نقول سيناء أولًا وثانيًا وثالثًا، وسيناء يجب الاهتمام بها قبل القاهرة، أو أي مكان آخر في مصر، والجميع يعلم أو يجب أن يعلم أنها البوابة الشرقية والأهم والأخطر على حدود مصر كلها تاريخيًا ومستقبلًا وحماية وتأمين سيناء تأمين وحماية حاضر ومستقبل مصر كلها، هذه حقائق الجغرافيا، وخلاصة التاريخ وحضارة مصر كلها مرتبطة بسيناء.. ومن أجل كل ذلك سيناء لابد أن تكون أولا.
ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)
قال الله عز وجل : ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾.
السورة ورقم الآية: يوسف (94).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولما فصلت العير ﴾ خرجت من مصر وتحديداً من عريش مصر مُتوجِّهةً إلى كنعان ﴿ قَالَ أَبُوهُمْ ﴾ لمن حضره: ﴿ إني لأجد ريح يوسف ﴾ وذلك أنَّه هاجت الرِّيح فحملت ريح القميص واتَّصلت بيعقوب فوجد ريح الجنَّة فعلم أنَّه ليس في الدُّنيا من ريح الجنَّة إلاَّ ما كان من ذلك القميص ﴿ لولا أن تفندون ﴾ تُسفِّهوني وتُجهِّلوني.
تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ﴾، أَيْ: خَرَجَتْ مِنْ عَرِيشِ مِصْرَ مُتَوَجِّهَةً إِلَى كَنْعَانَ، ﴿ قالَ أَبُوهُمْ ﴾، أَيْ: قَالَ يَعْقُوبُ لِوَلَدِ وَلَدِهِ، ﴿ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾، رُوِيَ أَنَّ رِيحَ الصَّبَا اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تَأْتِيَ يَعْقُوبَ بِرِيحِ يُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْبَشِيرُ. قَالَ مُجَاهِدٌ: أصاب يعقوب ريح القميص مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِنْ مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ. وَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ بَيْنَهُمَا ثَمَانُونَ فَرْسَخًا. وَقِيلَ: هَبَّتْ ريح الصبا فَصَفَّقَتِ الْقَمِيصَ فَاحْتَمَلَتْ رِيحَ الْقَمِيصِ إِلَى يَعْقُوبَ فَوَجَدَ رِيحَ الْجَنَّةِ فَعَلِمَ أَنْ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْقَمِيصِ، فَلِذَلِكَ قَالَ: إِنِّي لِأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ. ﴿ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾، تُسَفِّهُونِي، وَعَنِ ابْنِ عباس: تجهلون. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: تهرِّمون فَتَقُولُونَ: شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ خَرَّفَ وَذَهَبَ عَقْلُهُ. وقيل: تضعفون. وقال أبو عبيدة: تضللون. وأصل الفند: الفساد.