كراهة المغالاة في المهور

بقلم : أ د / مختار مرزوق عبدالرحيم
العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط


طلب مني سعادة الدكتور كمال درويش حفظه الله تعالى أن أكتب نبذة عن غلاء المهور ؟

وما هو موقف الإسلام من الفخر بالمهر الغالي ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فإليك أولا ما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية في كراهة المغالاة في المهور :

ﺻﺮﺡ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺑﻜﺮاﻫﺔ اﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﻮﺭ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ
راجع ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺭﺩﻳﺮ 2 / 309.

ﻭﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺼﺪاﻕ ﻭﻋﺪﻡ اﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﻮﺭ
راجع ﺭﻭﺿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ 7 / 249، ﻭﻛﺸﺎﻑ اﻟﻘﻨﺎﻉ 5 / 128 – 129، ﻭﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ 2 / 309.

، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﻤﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻴﺴﻴﺮ ﺻﺪاﻗﻬﺎ، ﻭﺗﻴﺴﻴﺮ ﺭﺣﻤﻬﺎ.

راجع ﺣﺪﻳﺚ: ” ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﻤﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ. . ” ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺣﻤﺪ (6 / 77) ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ (2 / 181) ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭاﻟﻠﻔﻆ ﻷﺣﻤﺪ، ﻭﺻﺤﺤﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ.

ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﺧﻴﺮﻫﻦ ﺃﻳﺴﺮﻫﻦ ﺻﺪاﻗﺎ
راجع ﺣﺪﻳﺚ: ” ﺧﻴﺮﻫﻦ ﺃﻳﺴﺮﻫﻦ ﺻﺪاﻗﺎ “. ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ (11 / 78 – 79) ، ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﺰﻭاﺋﺪ (4 / 281) ، ﻗﺎﻝ: ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻳﻦ، ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﺠﻌﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻭﺛﻘﻪ ﺷﻌﺒﺔ ﻭاﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺭﺟﺎء ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺿﻌﻔﻪ اﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺑﻘﻴﺔ رجالهما ثقات

ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ اﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻊ ﻗﻠﺔ اﻟﻤﻬﺮ، ﻭﺃﻥ اﻟﺰﻭاﺝ ﺑﻤﻬﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻭﻣﺮﻏﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﻬﺮ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺼﻌﺐ اﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪﻩ، ﻓﻴﻜﺜﺮ اﻟﺰﻭاﺝ اﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﻘﺮاء، ﻭﻳﻜﺜﺮ اﻟﻨﺴﻞ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻨﻜﺎﺡ، ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﻤﻬﺮ ﻛﺜﻴﺮا، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﺭﺑﺎﺏ اﻷﻣﻮاﻝ، ﻓﻴﻜﻮﻥ اﻟﻔﻘﺮاء – اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ – ﻏﻴﺮ ﻣﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻓﻼ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻤﻜﺎﺛﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
راجع ﻧﻴﻞ اﻷﻭﻃﺎﺭ 6 / 169 ﻃ. ﺩاﺭ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺒﻴﺮﻭﺕ ﻟﺒﻨﺎﻥ.

ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻭاﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ اﻟﺼﺪاﻕ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻨﺎ .
راجع اﻟﻤﺠﻤﻮﻉ 16 / 327، ﻭاﻷﻡ 5 / 58.
انتهى ما ورد في الموسوعة …..

هذا وقد ذكرنا النصوص مع مراجعها لمن أراد الرجوع إليها
راجع الموسوعة الفقهية الكويتية ج ٣٨ ص ٢٤٠

ثانيا
الفخر بارتفاع المهر والتعالي على الناس به كبيرة من الكبائر قال تعالى ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ..
فإن جمع بين ذلك وبين الكذب بإظهار أن مهر ابنته كذا وهو في الحقيقة أقل فقد جمع بين كبيرتين هما الفخر والكذب وهو ما يوجد عند بعض الجهلة بأحكام الشريعة الإسلامية.
والعياذ بالله تعالى
ومن هنا فإننا ننادي بالتخفيف في المهور وتجنب الكذب ….
وهذا فيه تيسير لأمر الزواج ومساعدة الشباب على العفة والبعد عن المحرمات ….
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
تنبيه

( شيروا ) ذلك المقال لعل ذلك يكون سببا في تصحيح المفاهيم حوال الزواج ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *