خطبة بعنوان ( الْأَرْضِ الْمُبَارَكَة) لفضيلة الشيخ أحمد عزت حسن

خطبة بعنوان ( الْأَرْضِ الْمُبَارَكَة)
لفضيلة الشيخ أحمد عزت حسن

خطبة الجمعة ٢٦ من شوال ١٤٤٦هـ الموافق ٢٥ من إبريل ٢٠٢٥م

الموضوع

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا”، وبعد.
إن سيناء بقعة مباركة من أرض مصر شرفت جبالها وأوديتها وحبات رمالها بوقع أقدام اٌنبياء الذين اصطفاهم الله من عباده؛ لحمل وتبليغ رسالته،
– وهي من المواضع القليلة جدًّا في العالم التي كرمها القرآن الكريم.
– وهى أكثر منطقة ذكرت فى القرآن الكريم وخصتها الآيات القرآنية الكريمة بالذكر، وذِكْر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها ومما يزيدها تشريفاً أكثر أن الله كلم سيدنا موسى عليه السلام على هذه الأرض.

– ولا عجب في ذلك؛ فقد شرف الله تعالي أرض سيناء فجعلها معبرًا لأنبياء الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسي وهارون وعيسي وأمه البتول مريم عليهم الصلاة والسلام.
– وقدر لهذه الأرض أن تشهد مطلع الرسائل السماوية الثلاث: {اليهودية –المسيحية – الإسلامية}، ويكفي أن نقول إن سيناء هى البقعة الوحيدة فى هذا العالم التى التقت فيها الأرض بالسماء عندما تجلى الخالق عز وجل وكلم موسى تكليمًا بالواد المقدس طوى.

سيناء في القرآن الكريم
وقد حظيت سيناء فى القرآن الكريم باحتفاءٍ خاص،
* فهى معبر أنبياء الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى ولهذا السبب حظيت بهذا التكريم فى القرآن الكريم، فى كثير من الآيات

فسيناء لها مكانة عالية عند المولي عز وجل حيث:
* أقسم بها في قرآنه قائلا: “والتين والزيتون . وطور سينين” (التين: ١-٢)
– وقد ذكر الله سيناء فى سورة المؤمنون حين قال المولى تعالى: {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين} [المؤمنون: ٢٠] فإن من نعم الله علينا أنه أخرج للعباد ما يأكلون، وأخرج لهم طعامهم وأقواتهم، وأخرج لهم فاكهتهم، ومن ضمن ما أخرج الله عز وجل للعباد: {شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} أي أصلها من هذا المكان فى سيناء وقوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ المقصود بها: شجرة الزيتون، وهي شجرة لا تكلف الإنسان ولا يعاني في زرعها، ولكن الله عز وجل يزرعها للإنسان فتخرج سريعة فستفيدوا منها.

* وعلى أرض سيناء تجلى المولى عز وجل وعلى جبل الطور كلم الله موسي عليه السلام من عليه تكليمًا،

”وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا” مريم ٥٢
– كما أن من خصائص هذا الجبل أن رفعه الله عز وجل فوق اليهود عندما خانوا العهد ولم يؤمنوا فكان تخويفًا وإرهابًا لهم فآمنوا ثم أعرضوا كعادتهم فقال فيهم عز وجل: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ” البقرة ٩٣

* وفيها “الوادي المقدس طوى” وهو البقعة الغالية التي قدسها الله تعالي فنادي فيها موسي قائلا: “هل أتاك حديث موسي . إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى” (النازعات:١٥-١٦) ذلك الوادي الكريم الطاهر الذي قال فيه المولي عز وجل لموسي “فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى”

* والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور
بأنها “بقعة مباركة” وذلك اقوله تعالى {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} [القصص:٣٠].

فالطور هو الجبل الذي حدثت به معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، حين رفعه الله فوق اليهود عندما جادلوا سيدنا موسى علية السلام وعاندوه. وظل الجبل فوقهم كأنه سحابة تنتظر أوامر المولى جلت قدرته لتطبق على رؤوسهم. قال تعالى: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأعراف: ١٧١).

* وعلى أرض سيناء التاريخ يتكلم حيث كانت أرضها طريقا لمسار الأنبياء منذ فجر التاريخ وطريق العائلة المقدسة وطريق الفتح الإسلامى .
* فأبو الانبياء إبراهيم الخليل عليه السلام والذى شق طريقه خلالها هو وزوجته السيدة ساره إلى مصر قادمًا من بلاد الرافدين متجها إلى أرض كنعان بفلسطين؛ حيث اشتد القحط بتلك البلاد وذهب إلى مصر متخذا سيناء طريقًا حيث أقام مدة من الزمن فى مصر وعاد ثانية إلى فلسطين.
عبر سيناء ومعه زوجتية ساره، وهاجر ”أم إسماعيل” الأميرة المصرية الأسيرة التى هى من مدينة الفرما من قبيلة أم العرب بشمال سيناء والتى أهداها إليهما فرعون مصر.

* كما وطأ أرضها كل من يوسف الصديق وأبيه النبى يعقوب عليهما السلام وإخوته أسباط بنى إسرائيل؛ حيث كان فى هذه المنطقة عبورهم وذهابهم ومجيئهم ورواحهم، حيث تم لقاء سيدنا يوسف بأبيه سيدنا يعقوب، فعلى أرضها إلتأم شملهما والتقيا بعد سنوات من العذاب والغربة والحرمان.

* وعلى أرض العريش فصلت العير ومن أرضها انطلقت رائحة قميص يوسف حتى وصل إلى فلسطين ليشمه يعقوب علية السلام، ويقول قولته المأثورة “إنى لأجد ريح يوسف” وهذا ماجاء في تأويل قوله تعالى:
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ). يوسف
وتفسيرها أنه َلَمَّا فَصَلَتْ العِير أى عندما وصلت قافلة
لقد انطلقت هذه المعجزة من أرض العريش إلى أرض فلسطين حيث كان يقيم نبى الله يعقوب.

* كما لجأ إليها من غضب فرعون موسى عليه السلام قاصدًا أرض مدين بجزيرة العرب حيث التقى بالنبى شعيب وتزوج ابنته مقابل خدمته ثمانية أعوام،
وبعد هذه السنوات عاد إلى سيناء قاصدًا مصر، ولكنه ضل الطريق قكان لقاؤه مع ربه على جبل موسى فى منطقة الطور حيث أمره الله عز وجل بتلقى رسالته للإنسانية فى تلك الأرض التى باركها الله عز وجل؛ حيث تجلت القدرة الإلهية.

* وعندما عاد موسى ثانية بقومه من بنى إسرائيل هربًا من فرعون ساروا متجهين إلى سيناء؛ حيث وجدوا البحر الأحمر فى مواجهتهم ومن خلفهم لحقهم فرعون وجنوده فحدثت المعجزة على أرضها حينما أمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه ليجد الطريق أمامه يابسًا ممهدًا له ومن معه ثم يعود البحر مرة أخرى إلى حالته الأولى فيغرق فرعون وجنوده وينجو موسى وقومه بإذن الله، حيث حدثت المعجزات الإلهية.

* وفى أرض سيناء ضرب موسى الأحجار لتنفجر منها ينابيع المياه (عيون موسى) الاحدى عشر بعدد أسباط بنى اسرائيل حيث عرف كل قوم مشربهم، والتى هى موجودة حتى الآن تشهد بمعجزة الخالق عز وجل.

* وعلى أرض سيناء تلقى موسى عليه السلام الوصايا العشر من ربه سبحانه وتعالى والقاضية بوحدانية
الله عزوجل والجامعة لدروس الأداب الدينية. “من مصر ناديتُ أبنائي”

* وعلى أرض سيناء أنزل الله على موسى وقومه من بنى إسرائيل (المن والسلوى) ولكن تجبر بنو إسرائيل وعصوا موسى فغضب الله عليهم وكتب عليهم التيه بين الجبال وفى أودية سيناء أربعين عامًا جزاء ما اقترفوه كفرًا وعصيانًا، وكتب الله عليهم المذلة والمسكنة كما فى قوله عزوجل:”قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين“ المائدة (٢٦)

* ومن شُطأنها انطلق موسى للقاء العبد الصالح سيدنا الخضرعليه السلام، والذى علمه مالم يحط به خبرًا، وهذا ماورد فى قوله عز وجل: “وإِذ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى ٰأَبْلُغ َمَجْمَعَ الْبَحْرَيْن أَوْأَمْضِيَ حُقُبًا . فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْر سَرَبًا“ الكهف (٦٠-٦١)

* وعلى أرض سيناء وقع حدثان مهمان، وإن لم يستطيع أحدٌ أن يحدد مكان وقوعهما، وهما:
– الموقع الذي دُك الله فيه الجبل وخر موسى صعقا. يقول المولى سبحانه وتعالى: [وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ] (الأعراف: ١٤٣).

-المكان الذي ضرب فيه موسى علية السلام البحر فانقسم إلى قسمين، وأصبح كل قسم منهما كالجبل حيث عبر موسى علية السلام ومن معه من العبرانيين والمصريين ممن آمنوا برسالته إلي البر الشرقي حيث صحراء سيناء هربا من فرعون وجنوده الذين أغرقهم الله عندما أرادوا اللحاق بسيدنا موسى علية السلام وأتباعه ـ يقول تعالى: “فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ” (الشعراء: ٦٣-٦٨).

والواقع أن سيناء تحمل في أسماء أماكنها كل آثار قصة سيدنا موسى علية السلام وفرعون واليهود، من البعث حتى الخروج، ابتداء من عيون موسى قرب رأس خليج السويس، إلى جبل حمام فرعون وجبل موسى على الساحل الغربي لسيناء، إلى هضبة التيه في الداخل، إلى جبل المناجاة في عمق الجنوب أي الطور، بما في ذلك ـ دون شك ـ الوادي المقدس طوى، وإن كنا لا نعرف أين هو بالتحديد.؟

* كما سلكتها العائلة المقدسة عندما احتضنت السيدة مريم العذراء النبى عيسى عليه السلام يرافقهما ابن عمها يوسف النجار فى طريقهما إلى مصر فرارًا من الملك الجائر إلى أن وصلا إلى دير المحرق بمحافظة أسيوط حاليًا حيث أقاما إلى أن أمرهما الله بالعودة، فعادا مرة ثانية إلى فلسطين بعد هلاك هذا الملك الجائر، فكانت رحلة العودة والرجوع الى الأرض المقدسة عبر سيناء أيضًا.
أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان.
أيها الإخوة المؤمنين،

* ويسجل التاريخ أنه ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان وأكثر بقليل شهدت سيناء إقامة أول صلاة لعيد الأضحي المبارك علي أرض مصر، وذلك حينما دخل عمرو بن العاص بجيشه الظافر أرض سيناء المقدسة التي باركها الله، والتي نالت قدسيه استقبال كل الرسالات هنا،

* وعلي أرض العريش وتحديدًا منطقة المساعيد وبعد أن قرأ عمرو بن العاص كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي جاء فيه.. أما بعد: “فإن أدركك كتابي هذا وأنت لم تدخل مصر فارجع عنها، وأما إذا أدركك وقد دخلتها أو شيئًا من أرضها فامض، واعلم أنني ممدك” فالتفت إلى من حوله، وقال: أين نحن ياقوم؟
فقالوا في العريش.

فقال: وهل هي من أرض مصر أم الشام؟
فأجابوا إنها من مصر، وقد مررنا علي عمدان رفح.
فقال: هلموا بنا إذًا قيامًا بأمر الله وأمر أمير المؤمنين ـ وهنا يهنيء القائد جند الاسلام قائلا: “هذا المساء عيد” ومع مرور الأيام أصبحت منطقة المساعيد الحالية تعرف بهذا الاسم. ويتقدم عمرو بن العاص ليتحقق بعد ذلك الفتح الاسلامي لمصر كلها.

– وترجع أهمية عبور سيناء لفتح مصر وذلك لتأمين فتوحات المسلمين في بلاد الشام، وهي الطريق لنشر الاسلام واللغة العربية في شمال إفريقيا وتأكيد قول الرسول الكريم: (إذا فتح الله عليكم بعدي مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباطٍ إلى يوم القيامة).

وسارت جيوش المسلمين إلى الفرما قرب بورسعيد واستولت علي بلبيس واشتبكت مع الروم، وانتصرت عليهم في موقعة عين شمس، وتقدم عمرو بن العاص إلى حصن بابليون بمصر القديمة؛ حيث تحصن الروم واستولوا عليه واستسلم الروم. وتصبح مصر في نهاية عام ٦٤٢م (٢١ هـ) ولاية تابعة للخلافة الإسلامية.. وهكذا أشرقت شمس الإسلام علي مصر وساد السلام والود بين العرب القادمين من الجزيرة العربية والذين آمنوا من أبناء مصر بالاسلام. فالفتح الاسلامي لم يكن من أجل التدمير والإذلال، أو من أجل إكراه الناس علي العقائد، ولكن من أجل أن تقام دولة تخلص العبادة لله الواحد القهار. تعتنق مكارم الأخلاق، أبناؤها يبنون ولايخربون – يصلحون ولايفسدون – يجمعون ولايفرقون. ولم يكن من أجل غنيمة أو شهوة من الشهوات، ولكن من أجل أن تنتشر راية الإسلام وإعلاء كلمة الله، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وفي الختام
إن أرض سيناء هى المدخل وهى بوابة الدخول الى مصر ولذا فهى جزء عزيز وغالى وأرض مقدسة من مصرنا الغالية تقدست سمائها بتجلى نور الخالق عزوجل وتعطر ترابها بمسار الأنبياء، وارتوت أرضها بدماء الشهداء وعرق المناضلين والأبطال، ورغم ذلك ظلت أرض سيناء وسكانها فى محن مستمرة ومعاناة دائمة تقاذفتها الحوادث؛ وذلك بسبب هجرانها وإهمالها عن قصد من لدن أعداء الوطن، … فما أحوجنا إلي تعمير هذا الإقليم الغني الثري. تعميره فكرًا وعلمًا وصناعةً وزراعةً وتواصلًا مع أبنائه وإعادتهم إلي حضن وطنهم الأم مصر؛ كي نقضي علي بؤر التطرف وبذور الشقاق والخلاف والأفكار المسمومة. ما بين فكرٍ تكفيري يجتاح هذه البقعة المباركة واياد خارجية تعبث بأمنها.

والله الهادي إلى سواء السبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *