آفة الطمع وضعف الإيمان

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

 

عزيزي القارئ حديثنا في هذا المقال والمقالات التالية عن آفة هي الأصل في كل الصراعات القائمة بين البشر منذ أبينا آدم عليه السلام حتى تقوم الساعة وتفنى الحياة الدنيا ، وهي آفة وراء كل شر والأصل فيه فمنها ينشأ الجشع والحسد والحرص والغش والكذب والتغرير والتكالب والحقد والأنانية وحب السيطره والجاه وفرض النفوذ والصراعات .

حديثنا عن آفة ” الطمع ” وهي آفة تصيب أصحاب القلوب المريضة والأنفس المظلمة الأمارة بالسوء وأصحاب الأنظار القاصرة المحدودة من الكفرة وضعاف الإيمان واليقين الجهلة بأقدار الله تعالى والمعترضين على قسمته عز وجل .

والطمع منه المحمود ومنها المذموم ، فأما الطمع المذموم هو عدم القناعة والرضا بقسمة الله تعالى وتوزيعه سبحانه لأرزاق العبادة ، وهو من الجهل بأن الأرزاق مقسمة من الأزل ومقدرة ولا حيلة فيها .

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ” خمس كٌتبت على ساق العرش : لا حيلة في الرزق ، ولا شفاعة في الموت ، ولا رادا لقضاء الله ، ولا سلامة من ألسنة الخلق ، ولا راحة في الدنيا ” .

هذا ويكمن في الطمع عدم القناعة والرضا ، ومن المعلوم أن نفوس البشرية فيما عدا أهل الزهد تتطلع دوما للمزيد من نصيبها وحظوظها الدنيوية وتسلك في سبيل تحقيق ذلك سٌبلا كثيرة ، منها ما يتوائم مع الأخلاق ، ومنها ما يتصادم مع الفطرة السليمة النقية .،فالبعض من الناس يسعى لغايته المشروعة بطرق مشروعة ، ولا بأس في ذلك .

وكثيرا من الناس يقتلهم الطمع والجشع فيسلكون المسالك المهلكة المحرمة والمنهي عنها

 وهذه الرغبة الإنسانية في طلب المزيد من متاع الدنيا ما لم تحكم بقيود الدين والخلق تدمر صاحبها وتدمر المجتمع من حوله ، وتنتشر الصراعات بين البشر وتفسد الحياة على الأرض وتضيع أمانة الإستخلاف في الأرض.

 وهذا ما يجرى الآن على ربوع الأرض .

هذا ومصطلح الطمع إذا أطلق يفهم منه الطمع فيما في أيدي الناس ، وهو أمر يحدث بين الدول والكيانات والأفراد وبين أبناء الأسرة الواحدة

 وللطمع عدة صور ووجوه ، منها : الطمع المحمود المشروع ، ومنها الطمع المذموم المحرم المنهي عنه .

ه

ذا وقد وردت مادة طمع المنشأ من الطمع في إثنى عشر آيه في القرآن الكريم

وهذ ما سوف نتحدث عنه في المقالات التالية بمشيئة الله تعالى ، تابعوني .

اترك تعليقاً