خطبة بعنوان ﴿ زكاةُ الفطرِ ودورُها في التكافلِ المجتمعي ﴾ لفضيلة الدكتور عثمان عبدالحميد الباز

خطبة بعنوان ﴿ زكاةُ الفطرِ ودورُها في التكافلِ المجتمعي ﴾
لفضيلة الدكتور عثمان عبدالحميد الباز

لتحميل الخطبة pdf أضغط على الرابط أدناه

zkat alftr walduha

الحمدلله رب العالمين ،سبحانه وتعالى يجزي المتصدقين ويثيب الطائعين ويعفوعن العاصين ،وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعطي السائلين ويخلف على المُعطين واشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة للمتصدقين ،أجود الناس نفسا وأطهرهم قلبا ،من علا الجمالَ جمالُه،من لا يهتدي المهتدون إلا بهديه،من لا تسمع الأذنُ إلا أمرَه ،من رام السعادة سار في دربه، مرّت عاطر هذه الكلمات على خاطري إهداءً لكم يا حبيب قلوبنا فصغتها في هذه الأبيات اكليلا من ورد زهور الكلمات فاقبلها من محبكم حتى ألقاكم على الحوض ياحبيبي يارسول الله يا سيد السادات ،،،

فيا جمالا   علا  الجمالَ   جمالُه    فأَترَع الكونَ     بأجمل   النسمات

تربت  يدايَ  إن  تركتُ  هديَكم    حتى أوارى في   الثرى  لمماتي

وأذنُ  القلبِلا تسمعْ سوى صوتَكم وتنكرُ    باقيَ    الأصوات

رُمتُ السعادةَ في الحياة فلم أجد   سوى  هديكم    سابغ    الخيرات

فالله صلَّى عليك وأملاكُ السماوالألوالصحب مع     العِترات

تمهيد لو تأملنا أوامرَ ربنا سبحانه وتعالى لأدركنا حبَّه لنا ولطفَه بنا وحرصه علينا وهذا ما نقله القرءانُ الكريمُ في بيان علاقة الله تعالى بخلقه قال تعالى “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”وتلمس غامر الحب من التعبير بالفعل المضارع الدال على الحال والإستقبال والدوام وقوله تعالى “إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”وجاء الإخبار بالتأكيد بأكثر من مؤكد إن واللام المزحلقة التي تفيد التأكيد أيضا ليثبت لدينا حبُّ الله لنا وتمامُ فضله علينا

تخليص الصيام من لغو الكلاممن يسر الله على عباده ولطفه بهم منحهم رمضان وليس ذلك فقط ولكن أعطاهم ما يضمن قبوله وعدم نقصان أجره  فقد ينطق الصائم ببعض الكلام الغير مفيد أو الفاحش وطبعاً هذا ينقص أجرَ الصيام فشرع الله صدقة الفطر تطهيرا لصيام العبد من اللغو والرفث وضمانا لثبوت أجر الصيام عنده تعالى ،ما أرحمك بعبادك يارب ،وقد فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي السنة التي فرض فيها الصيام، والفرق بينها وبين الزكوات الأخرى أنها فرضت على الأشخاص لا الأموال، ولهذا لا يشترط لها ما يشترط للزكوات الأخرى من نصاب وحول وغير ذلك

مقاصد شرعية  ومناهج تربويةإن زكاة الفطر لها مقاصدها الشرعية الجميلة والمناهج التي تربي النفس على الطهارة والتكافل وحب العون للغير ومعللة بحديث ابن عباس قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”. أبو داود بسند حسن

ومن الحديث الشريف نلمس بلاغيا وبيانيا أن زكاة الفطر فرضٌ ودين على المسلم ومن مقاصدها التي فرضها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من أجلها منها

التزكية والتطهير: وهو مقصد عام للزكاة عموما وللفطر خصوصا قال تعالى: ﴿خذ من أموٰلهم صدقة ‌تطهرهم وتزكیهم بها﴾ [التوبة: 103]، فالزكاة تطهر نفس المسلم من داء الشح والبخل وتكسر عنده حدة حب المال وكنزه ومنعه عن أصحاب الحاجات

الجبر والتكميل: كل صائم يقع في صومه من الغيبة والنميمة وفضول الكلام والنظر ما يقع فتأتي صدقة الفطر لتجبر النقص وتكمل الأجر والثواب للصائم وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “طهرة للصائم من الرفث واللغو”، وعن وكيع بن الجراح رحمه الله قال: زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاة”.

التكافل بين الناس: من مقاصد الزكاة عموما والفطر خصوصا تكافل المسلمين وتعاونهم ودعم مساندة الأغنياء للفقراء والشعور بحاجاتهم والسعي للتخفيف عنهم، لكن صدقة الفطر وسعت دائرة العطاء والتكافل فلم تشترط في دافعها أن يبلغ حد الغنى المطلوب في دافع الزكاة المفروضة.

الشكر والبذل: فالمسلم حين يدفع زكاة الفطر يشكر الله على نعمة إتمام الصيام والقيام وبلوغ رمضان والتوفيق فيه للطاعات، ويحمد الله على نعمة اليسار والكفاف، ويعود نفسه على شكر النعم بالبذل والعطاء، ويصل الصيام بالزكاة، والطاعة بأختها

ومقدارها  بينه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية مقدار زكاة الفطر في حديث ابن عمر المذكور آنفا “صاعا من تمر أو شعير…”، والصاع يتراوح تقديره بين كيلوغرامين ونصف إلى ثلاثة كيلوغرامات تقريبا، أو قيمتهم مالا وتجوز الزيادة عليه، لقوله تعالى في فدية الصيام وهي طعام مسكين: ﴿فمن ‌تطوع ‌خیرا فهو خیر له﴾ [البقرة: 184]، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالبركة لرجل تصدق بناقة كوماء -أي عظيمة السنام- وقد كانت فوق الواجب عليه.

حب المال فطرة بشريةفمما لا شك فيه أن الإنسان قد حُبب إليه المال كما قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ..}(آل عمران: 14). وكما قال سبحانه مخبرا عن جنس الإنسان ومحبته للمال: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}(العاديات:8).

وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأداء حق الله تعالى في هذا المال، فأمرهم أولا بكسبه من حلال وإنفاقه في حلال، وأوجب على من بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول أن يخرج زكاته طيبة بها نفسه، فقد ورد في كثير من الآيات الأمر بأداء الزكاة كما في قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ..}(البقرة:43).

وبين القرءان الكريم كيفية حب النفس للمال فقال تعالى ﴿ وتحبّون المال حبّاً جمّاً ﴾. فأنتم . . عبدة دنيا ، طالبو ثروة ، عشاق مال ومتاع . . ومَن يكون بهذه الحال فمن الطبيعي أن لا يعتني في جمعه للمال ، أكان من حلال أم من حرام ، ومن الطبيعي أيضاً أن يتجاوز على الحقوق الشرعية المترتبة عليه ، بأن لا ينفقها أو ينقص منها . . ومن الطبيعي كذلك إنّ القلب الذي امتلأ بحبّ المال والدنيا سوف لا يبقى فيه محل لذكر اللّه عزّ وجلّ . ولذا نجد القرآن الكريم بعد ذكره لمسألة امتحان الإنسان ، يتعرض لأربعة اختبارات يفشل فيها المجرمون . إكرام اليتيم . إطعام المسكين . أسهم الإرث . وجمعه من طريق مشروع وغير مشروع . وجمع المال بدون قيد أو شرط . والملاحظ أنّ الاختبارات المذكورة إنّما تدور حول محور الأموال ، للإشارة ما للمال من مطبات مهلكة ، ولو تجاوزها الإنسان لسهلت عليه بقية العقبات في طريقه نحو التكامل والرقي والسمو . وثمّة مَن يكون متذبذباً في الأمانة ( بين أن يؤدي أو يخون ) ، …..والخلاصة : من تجاوز اختبار المال بنجاح ، فهو أهلٌ للاعتماد ، ومن أهل التقوى والورع ، وهو خير أخ وصديق ، وغالباً ما تراه صالحاً في كافة مجالات حياته والمجتمع . ولذلك ، نرى الاختبارات هنا دارت حول محور المال .التفسير الأمثل

وحث الإسلام على الإنفاق في أوجه الخير، وبَشَّر المُنْفقين بالأجر والثواب الجزيل، حيث ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على الإنفاق منها قوله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}(آل عمران:92)، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}(البقرة:274).

وبيَّن الله لعباده أنهم مستخلفون في هذا المال، وحثهم على الإنفاق منه فقال: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}الحديد:7

وكل ما أنفقه العبد في وجوه الخير طلبا لرضا الله تعالى فإن الله تعالى يخلفه على صاحبه وينميه له ويعود خيره عليه: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ..}(البقرة:272). أي نفعه راجع إليكم.

التحذير من كنز المالإن كل مال وجبت فيه الزكاة فلم تُؤَد زكاته فهو كنز ينطبق على صاحبه وعيد شديد؛ فحين بيَّن الله تعالى أن جنس الإنسان محب للمال وغالبا ما يكون حريصا على اكتسابه، وحين أوجب الله تعالى على المؤمنين مقدارا محددا من المال هو حق للفقير والمسكين وابن السبيل وغيرهم، فإن الله تعالى قد حذر المؤمنين أشد التحذير من تضييع هذه الفريضة بُخلا بالمال واكتنازا له، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}(التوبة: 34-35).

قال العلامة ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسيرها: “أي يقال لهم هذا الكلام تبكيتا وتقريعا وتهكّما كما في قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ* ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}(الدخان/ 48- 49)، أي هذا بذاك، وهذا الّذي كنتم تكنزون لأنفسكم، ولهذا يقال: مَن أحبّ شيئا وقدّمه على طاعة الله عُذّب به، وهؤلاء لمّا كان جمع هذه الأموال آثر عندهم من رضا الله عنهم عُذّبوا بها، كما أنّ هذه الأموال لمّا كانت أعزّ الأموال على أربابها كانت أشرّ الأشياء عليهم في الدّار الآخرة فيحمى عليها في نار جهنّم، وناهيك بحرّها فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم”.

كما ورد الوعيد الشديد في حق مانع الزكاة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقّها إلّا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قطّ وقعد لها بقاع قرقر (القرقر هو المكان المتسع المستوي)، تستنّ عليه بقوائمها وأخفافها (أي: تضربه بيديها)، ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقّها، إلّا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقّها، إلّا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر، تنطحه بقرونها وتطؤهبأظلافها، ليس فيها جمّاء (هي الشاة التي لا قرن لها) ولا منكسر قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقّه، إلّا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع (الحية الذكر)، يتبعه فاتحا فاه، فإذا أتاه فرّ منه، فيناديه: خذ كنزك الّذي خبأته فأنا عنه غنيّ. فإذا رأى أن لا بدّ منه سلك يده (أدخلها) في فيه فيقضمها قضم الفحل)صحيح الجامع

من صور الكانزيندخل الحسن البصريّ على عبد الله بن الأدهم يعوده في مرضه، فرآه يُصوِّب بصره في صندوق في بيته ويُصَعِّده، ثمّ قال: أبا سعيد، ما تقول في مائة ألف في هذا الصّندوق، لم أؤدّ منها زكاة، ولم أصل منها رحما؟ قال: ثكلتك أمّك، ولمن كنت تجمعها؟ قال: لروعة الزّمان، وجفوة السّلطان، ومكاثرة العشيرة. ثمّ مات، فشهده الحسن فلمّا فرغ من دفنه. قال: (انظروا إلى هذا المسكين، أتاه شيطانه فحذّره رَوعَةَ زمانه، وجفوة سلطانه، ومُكَاثرة عشيرته، عمّا رزقه الله إيّاه وغمره فيه، انظروا كيف خرج منها مسلوبا محروبا؟!. ثمّ التفت إلى الوارث فقال: أيّها الوارث لا تُخدَعَنّ كما خُدع صويحبك بالأمس، أتاك هذا المال حلالا فلا يكوننّ عليك وبالا، أتاك عفوا صفوا ممّن كان له جَمُوعا مَنوعا، من باطل جمعه، ومن حقّ منعه، قطع فيه لجج البحار، ومفاوز القفار، لم تكدح فيه بيمين، ولم يعرق لك فيه جبين. إنّ يوم القيامة يوم ذو حسرات، وإنّ من أعظم الحسرات غدا أن ترى مالك في ميزان غيرك، فيالها عثرة لا تُقال، وتوبة لا تُنال.

من صور المتصدقين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّمَ- قال: (بَيْنا رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِه، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟)،

 فقال: إنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا في السَّحابِ الذي هذا ماؤُهُ يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَّا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ

يذكر أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك رضي الله عنه عن مرض أصابه في ركبتيه منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع، فقال له ابن المبارك : “اذهب واحفر بئراً، فإن الناس بحاجة الماء، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل ذلك فبرأ

وفي الختام إننا نحتاج إلى  الصدقة لتطهرنا وتزكي أنفسنا، ولنعلم أننا أحوج إليها ممن نتصدق بها عليه فهي التي تقينا الحر الأعظم يوم القيامة ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم اللهُ في ظله يوم لا ظل الا ظله وفيه  ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه. متفقٌ عليه. –وعن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: كل امرئٍ في ظلِّ صدقته حتى يُفصل بين الناس. رواه ابن حبَّان والحاكم.،ولنتأمل جواب أهل سقر للمؤمنين  “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ”  فكان الرد”قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ.وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ”

ولتتطلع آما لُنا للوقوف بين يدي ربنا وقد ابيضت وجوهُنا حين تنادي الملائكةُ المؤمنين تقدموا”إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ”يا أصحاب الهمم العالية “كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ”

 والحمد لله رب العالمين

 

لتحميل الخطبة pdf أضغط على الرابط أدناه

zkat alftr walduha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *