قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا
19 مارس، 2025
منبر الدعاة

بقلم المستشار الدكتور : محمد فهمي رشاد منصور
مدرس التفسير وأصول الفقه بجامعة القصر الدولية بدولة ليبيا
أول ما عرف به المسيح عليه السلام نفسه هو “إني عبد الله”، فلا عجب أن تكون العبودية لله هي أشرف ما يعرف به الإنسان نفسه حتى قبل النبوة والرسالة؛ لأنها أساس كل رفعة وقرب من الله، ولأن العبودية لله هي أعلى درجات التكريم.
فالعبد الذي يكرم مقام عبوديته لله (وقد أفلح من زكاها) يصل إلى التكريم الحقيقي المستحق لتكريم ممتد في الدنيا والآخرة (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب).
….أكاد أجزم أن الأنبياء والمرسلين لو خيرهم الله بين حمل الرسالة، وأن يبقوا عابدين لله في الخلوات، لاختاروا العبودية. (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون).
فتحقيق العبودية لله يبعث في النفس طمأنينة وراحة وسعادة، قد يفقد بعضها الرسول في سبيل همّ تحقيق الرسالة. ولا تتحقق الرسالة أصلًا إلا ببلوغ العبد أعلى مراتب العبودية لله.
وهذا ما عاشه يونس عليه السلام، إذ لجأ في لحظات ضعفه إلى راحة العبودية لله، فاستجاب الله لعبودية يونس، وأغناه بها في أعمق نقطة في ظلام البحر، وظلام بطن الحوت.
فاللهم، اغنِنا بحبك ورضاك، واجعلنا في عبادك الصالحين المصلحين،،،