ما هي عين النبي

 

بقلم د : سيد مندور ( كاتب وداعيه إسلامى )

 

كنت في مجلس وذكر أحد الجالسين كلمة عين النبي فتساءل الحاضرون عنها ومكانها وقصتها وهي عين من الماء.

وهي في موضع يسمى “المعلاة” من بلدة تسمى “رُهاط” تبعد عن مكة المكرمة ١٥٠ كم تقريبا، على عين ماء تسمى عين النبي ﷺ، ولها قصة:

فقد كان في هذا الموضع صنم “سواع”، وكانت القبائل المحيطة تأتيه بالقرابين، وجاء رجل يسمى راشد بن عبدربه السلمي بهدية للصنم سواع، فسمع من جوف الصنم صارخا يصرخ:

“العجب كل العجب، خروج نبي من بني عبد المطلب، يحرم الزنا والربا ويحرم الذبح للأصنام، وحرست السماء ورمينا بالشهب، العجب كل العجب”

ثم قال الصارخ:

إن الّذي ورث النبوة والهــــــدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدي

ثم جاء بعد ذلك ثعلبان يأكلان ما أهدي إلى الصنم سواع، ثم بالا عليه، فقال عند ذلك راشد:

لقد خـــــاب قوم أملوك لشدة
أرادوا نزالا أن تكون تحـــــــارب

فلا أنت تغني عن أمور تواتــرت
ولا أنت دفاع إذا حـــــــل نائب

أرب يبول الثعلبان برأســــــــه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب

ولما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة تسامعت به العرب، فخرج راشد إلى المدينة وأسلم وبايع رسول الله ﷺ، ثم طلب من رسول الله ﷺ أن يقطعه هذا الموضع برهاط، فأقطعه عليه الصلاة والسلام هذا الموضع، وأعطاه إداوة ماء – إناء صغير من جلد يتخذ للماء – وتفل فيها رسول الله ﷺ، وأمره أن يفرغها في موضع هذه العين، ففعل راشد رضي الله عنه، فنبع الماء وكانت عينا مجمة، فغرس عليها النخل.
وقال له النبي ﷺ: “لا تمنع الناس فضولها”.

فأصبح الناس يستقون منها إلى اليوم، وما زالوا يسمونها عين النبي ﷺ، وتسقي نخيلهم إلى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *