الله … فوق الأسباب
20 فبراير، 2025
منبر الدعاة

بقلم : وفاء سامي ( استشاري وعلاج نفسي -محفظة وداعية اسلامية )
إن القلب الذي يذوق حلاوة القرب من الله، لا يعود يأنس بسواه، ومهما ضاقت عليه الدنيا، يبقى في رحابة وسعة، لأن سكينة الله فيه تغنيه عن كل شيء. وإذا حزن لشيء، يتركه الله لحظات يوم حتى يرى رضا الله في قلبه، فإذا بكى، فليس لعدم رضا، ولكن من ضيق موقف مر به أو حاجة يرجوها، فيسرع الله في قضاء حاجته. فكيف يطلب العون من البشر، وله ربٌّ كريم العطايا، واسع الجود، يغنيه بكرمه، ويجبر قلبه بلطفه، ويمنحه من فضله دون منٍّ أو انتظار؟
الحديث القدسي الذي رواه النبي عن رب العزة
يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم.
(رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه)
لذا، فالله هو الملجأ الوحيد دائمًا، وليس فقط عند انقطاع الأسباب، بل هو رب الأسباب ومسببها. فالمؤمن يأخذ بالأسباب لأنها من سنن الله في الكون، لكنه لا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله وحده، المتصرف في كل الأمور.