بعض مظاهر التكريم الإلهي للإنسان

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الأستاذ الدكتور : رمضان البيه

 

في هذا المقال سوف أتحدث عن بعض مظاهر التكريم الإلهي للإنسان وبعض ملامح الفضل الإلهي عليه ، فلقد خص الله تعالى الإنسان بما لم يخص به كائن ما كان في الكون بما في ذلك الملائكة الكرام .
وفي هذا المقال سوف أشير إلى بعض مظاهر التكريم الإلهى للإنسان

أولا : إخباره تعالى للملائكة بخلق الإنسان والذي جاء في قوله تعالى ( إني جاعل في الارض خليفة ) ومعلوم أن الله تعالى أوجد ما أوجد من عوالم ومخلوقات دون سابقة إخبار ، ولا شك أن لهذا الإخبار دلالات كثيرة تبين مدى محبة الله تعالى للإنسان وعظم قدره وسمو مكانته ، وفيه أيضا إشارة واضحة على أن الإنسان مخلوق متفرد عن سائر المخلوقات ، وإشارة أيضا إلى  أنه محور الكون والوجود والحياة ، ثم يأتي التشريف الأسمى والأجل بأن عملت فيه يد القدرة  ، فقد سواه الله تعالى بيده سبحانه ، ولم يبدأ خلقه بكلمة كن كشأن سائر المخلوقات .

 ثم يقيم الله تعالى الإنسان في تشريف أخر ، ويا له من تشريف وهو سجود الملائكة للإنسان ،  ومعلوم أنه سجود تكريم وتعظيم لا سجود عبادة  .

ثم يخص الله تعالى الإنسان بعلم الأسماء كلها ويمنحه سبحانه البيان وتقف الملائكة عاجزة أمام علم الإنسان ، وعن ذلك كله يحدثنا سبحانه في قرآنه فيقول  (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ )

هذا ولنا هنا عند هذا الحوار وقفات منها ، من أين جاء العلم للملائكة بأن الإنسان سيكون مفسدا في الأرض سافكا للدماء وخاصة أنه لم يكن هناك بشر في الأرض  قبل ادم عليه السلام فهو أبو البشر وأول الجنس البشري ،هل أخذت الملائكة بالقياس على حال الجن الذين عمروا الأرض وسكنوها قبل الإنسان بخمسمائة سنة وكان حالهم فيها الإفساد والاقتتال فيما بينهم ، أم هل كان للملائكة نظر في اللوح المحفوظ الذي سطرت فيه يد القدرة الإلهية بالعلم الإلهي مقادير الخلق والعباد ،وهل كان قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء غيرة منهم على الله عزوجل ، وهل كانوا ناظرين لأنفسهم بعين الكمال وللبشر بعين النقص .

هذا وما هي الأسماء التي علمها الله تعالى لأدم عليه السلام هل هي كل ما يقع تحت مسمى ،ام هي اسماي بعينها ،هذا وفي قول الله تعالى للملائكة أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) ،في هذا الخطاب اشارة الى ان للملائكة خواطر في سرائرهم وهناك أشياء يكتمونها في أنفسهم هنا سؤال يطرح نفسه وهو فيما تدور خواطر الملائكة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *