لماذا تتم محاربة القول بكرامات الأولياء والصالحين

بقلم الدكتور الشيخ / محمد سعيد صبحي السلمو ( الأزهرى البابي الحلبي )

 

كرامات الاولياء
خوراق الدجال

لماذا تتم محاربة الكرامات ؟

موضوع كرامات الأولياء هو من المواضيع التي تثير الجدل في كثير من الأوساط الدينية والفكرية، وقد حاول البعض التشكيك في صحة هذه الكرامات، بينما يراها آخرون جزءًا من الإيمان والثقة في قدرة الله تعالى.

1. الكرامات هي مظاهر خارقة تحدث على يد الصالحين والأولياء من عباد الله، وتعتبر كإعجاز لا يخرج عن إطار القدرة الإلهية، أي أنها لا تكون إلا بتوفيق الله. فهي مثل المعجزات التي كانت تحدث على يد الأنبياء، ولكنها لا تصل إلى نفس الدرجة من التحدي والرسالية، حيث أنها لا تحمل دعوى النبوة ولا تدعو إلى شريعة جديدة.

2. الاستهزاء بالكرامات أو انتقاصها يعتبر نوعًا من التشكيك في قدرة الله عز وجل، حيث يرى من يؤمن بالكرامات أن الله قد يختار بعض عباده ليظهر لهم قدرات خارقة، وهذه الكرامات قد تكون لها غايات روحية عظيمة، مثل تقوية الإيمان و تثبيت المؤمنين، بالإضافة إلى أن بعض هذه الكرامات قد تكون حجة على غير المسلمين الذين لا يؤمنون بوجود ما وراء الأسباب المادية.

3. الفرق بين الكرامة والمعجزة: المعجزة هي أمر خارق للعادة يظهر على يد النبي لتأييد رسالته، بينما الكرامة هي أمر خارق يحدث على يد الولي المؤمن بالله في سياق تقربه وعبادته لله، وهي ليست لدعوة أو نشر رسالة جديدة ولكن لتربية المؤمنين وتقوية إيمانهم.

4. انتقاد الوهابية للكرامات: فكر الوهابية عموماً يتسم بموقف حاسم ضد كرامات الأولياء، حيث يرفض الكثير من علمائهم أي كرامة خارقة تحدث من شخص ليس نبيًا. وهذا الموقف قد يتسبب في تجنب الكثير من المسلمين الذين يتبعون هذا الفكر لدور الأولياء وتوجهاتهم الروحية العميقة، ويرون أن الدين محصور في الأسس المادية فقط.

5. الأجندات الفكرية والشيطانية: جزء من هذا الجدال يتعلق بمحاولة العلمانية و الفكر المادي أن يجعل الناس بعيدين عن القيم الروحية، حيث يقتصر الإيمان لديهم على الأمور الملموسة والعلوم التجريبية فقط. من هنا نجد أن البعض يرى أن رفض الكرامات والتوجه نحو الإيمان المادي قد يؤدي إلى إضعاف الروحانية في المجتمع وجعل الإيمان مجرد تسليم بالأدلة المادية فقط.

6. المقارنة بين الوهابية والعلمانية: من خلال تأكيدنا على أن الوهابية والعلمانية يتشابهان في العديد من القيم، فإن كلا الاتجاهين يسعى إلى تقليص الجانب الروحي في الحياة الدينية وتغييبه. فكلاهما قد يركز على المادة والعقلانية بشكل قد يحجب عن الناس الفهم العميق للروحانيات مثل الإيمان بالكرامات.

7. الكرامات وتحدي الفكر المادي: فكرة الكرامات تعتبر خارج نطاق التجربة المادية والعقلانية التي يعتمد عليها التفكير العلمي. وفي هذا السياق، يرتبط الإيمان بالكرامات بالإيمان الغيبي الذي يؤمن بوجود شيء أعظم من العقل المادي، وهي الروح وعالم الغيب الذي لا تدركه الحواس. وهذا التناقض مع العقلانية هو ما يسبب الكثير من الجدل بين من يرفض الكرامات وبين من يعتقد في وجودها.

وقد مدح الله المؤمنين فقال : الذين يؤمنون بالغيب.

باختصار، إن كرامات الأولياء تشكل جزءًا من الفكر الروحي الذي يعتبر الإيمان بعالم الغيب ركنًا أساسياً فيه، ويجب على المسلمين التفريق بين الكرامة التي تظهر على يد أولياء الله وبين الأعمال الشيطانية التي يقوم بها البعض لإيهام الناس.

نقطة مهمة في النقاش حول الفكر الديني الروحي مقابل الفكر المادي، كما تطرح موضوعًا حساسًا حول التربية الروحية وكيفية تأثير الأفكار والمذاهب على الأجيال القادمة.

1. الإيمان المادي والتجريبي: من خلال تركيزنا على الوهابية، فإننا نشير إلى أن هذه المدرسة الفكرية قد تعزز نوعًا من الإيمان الذي يقتصر على المادة والعلوم التجريبية.

يعتقد البعض أن التركيز الكبير على العقلانية و العلوم الطبيعية قد يؤدي إلى تهميش الأمور الغيبية التي لا يمكن التحقق منها بالحواس أو المخابر.

هذا يخلق نوعًا من “العقلانية الجافة” التي قد تجعل من الناس يتعاملون مع الدين على أساس المادة و الظواهر الملموسة فقط، وهذا غالبًا ما يقودهم إلى التنكر للأمور الغيبية مثل الكرامات.

2. الإيمان الذوقي والشهود: الإيمان الذوقي هو الإيمان الذي ينبع من التجربة الروحية الشخصية، حيث يُشعر الشخص بحضور الله وتدبيره في قلبه وحياته. هذه التجربة تكون صعبة القياس أو التفسير من خلال المنهج العلمي المادي، فهي تعتمد على الروح، والإحساس الشخصي، واليقين الداخلي. هذا النوع من الإيمان لا يقتصر على العقل فقط، بل يشتمل على الحواس الباطنية والروحانية التي تُنمي علاقة الفرد بالله تعالى.

3. الإيمان الغيبي: الفرق بين الإيمان الذي يرتكز على المادة و العلوم الطبيعية وبين الإيمان الذي يزدهر من الروحانية أو الغيب هو جوهري.

في الإيمان الغيبي، هناك يقين بأن الله تعالى قادر على أن يغير مجريات الأمور بأسباب خارقة للطبيعة، مثل الكرامات التي تحدث على يد الأولياء.

المؤمنون بهذا النوع من الإيمان لا يقيسون الله بميزان الفيزياء أو الكيمياء، بل يثقون بقدرته المطلقة في تدبير شؤون الكون بما يشاء.

4. الدجال وأثر الفكر المادي: في سياق الحديث عن الدجال، يوجد تصور شائع في الإسلام بأن الدجال سيظهر في آخر الزمان ويُظهر خوارق أفعال تشبه المعجزات، لكن مع تفسير مادي.

من يربون على الإيمان المادي قد يكونون عرضة لأن يُضلهم الدجال في تصديق خوارقه كظواهر علمية أو تكنولوجية قابلة للفهم، مما يسهّل التلاعب بالعقول. بينما الإيمان الغيبي يفرض على المؤمنين أن يؤمنوا بما وراء الطبيعة، وبالتالي يكونون أكثر مقاومة للتضليل لأنهم يفهمون أن القدرة الإلهية لا تُقيدها قوانين الطبيعة.

5. الكرامات كحماية للإيمان: من هذا المنطلق، قد تعتبر الكرامات وسيلة للحفاظ على الإيمان الروحي وتذكير المؤمنين بوجود عالم غيبي. فهي تظهر على يد أولياء الله كمؤشرات على قدرة الله تعالى في تغيير قوانين الكون، دون الحاجة إلى قوانين مادية مفسرة. هذا النوع من الإيمان يقوي الثقة بالله ويحفز الإيمان بقوة الروح وقدرتها على التحليق في مستويات أعلى من المعرفة.

6. التربية الروحية ضد الفكر المادي: كما تلاحظ، هناك نوع من التربية الروحية التي تركز على الإيمان بالأمور الغيبية ويجب أن تكون جزءًا من التعليم الديني. إذا كان الجيل ينشأ على الفكر المادي فقط، فإنه قد يفتقر إلى الفهم الروحي، مما يجعله عرضة للغواية عندما يظهر شيء غريب أو خارق لا يمكن تفسيره بشكل مادي.

في النهاية، الفكر المادي و الفكر الروحي لا يجب أن يتناقضا بالضرورة، لكن عندما يُقصى الإيمان الغَيبي أو يُستخف به كما يحدث أحيانًا في الفكر الوهابي، فإننا نخلق أجيالًا قد تكون أضعف إيمانًا ولا تدرك أهمية الكرامات أو الروحانيات او التصوف في الحياة الدينية.

بتبسيط كبير واختصار:

الاستهزاء بكرامات الاولياء والانتقاص منها وإثارة سخرية الشباب منها
ووصف من يتكلم عن كرامات الأولياء بمشايخ بشار او مشايخ الرز بحليب
هذا تشكيك بقدرة الله عز وجل , والكرامة امتداد للمعجزة

فهي ايضا لتثبيت الإيمان ، وحجة على غير المسلمين

وعليكم ان تدركوا اي اجندة شيطانية عالمية تقف ضد الكرامة وتحاربها على ايدي الوهابية

ولو أن مشايخ الوهابية عندهم كرامات لما حاربوا الكرامات

اشبهوا ابا جهل حينما قال عن بني هاشم
قالوا منا نبي فمن أين نأتي لهم بنبي
وكذلك الوهابية ، يسمعون عن كرامات الصوفية فيقولون من اين نأتي لهم بكرامات لذلك اخترعوا بعض الكرامات مع الجن لابن باز

والغرض من هذا تربية وتنشئة جيل إيمانه مادي يعتمد في إيمانه على العلوم التجريبية تدين جاف

 

وهذا نفس مقصد العلمانية

فالوهابية والعلمانية وجهان لعملة واحدة ، وكل هذا تمهيد للدجال الذي يبهر الناس بخوارق عادات ، يؤمن بها اصحاب التدين المادي الجاف اصحاب الايمان بالعلوم التجريبة .

يعني ايمانهم بعيونهم ، اما الإيمان الذوقي الروحي فلا يعرفون عنه شيئا ولم يذوقوا حلاوته

ينكرون كرامات الاولياء ، ويصدقون تكنلوجيا الغرب 
ينكرون تأثير كرامات الاولياء ، ويؤمنون بقوة تأثير السحر والعين.
ينكرون تمكين الله للولي ، ويؤمنون بخوارق العادات عند المردة والشياطين.

ولهذا يتم تهيئة جيل على ايدي الوهابية يؤمن ايمانا تجريبيا ماديا يعتمد على قواعد الفيزياء والطبيعة وليس على الإيمان الذوقي والشهود واليقين

فالجيل الذي يؤمن بأن القوي والمشهور يفعل كل شيء وأن مقاليد العلوم التجريبية بيده يستخدمها كيف يشاء ، سيؤمن بالدجال عندما يتلاعب بقواعد الطبيعة

بخلاف كرامات الأولياء التي تعتمد على الإيمان الغيبي الذوقي واليقين

اترك تعليقاً