التغافل أساس نجاح العلاقات

بقلم أ : إيمان غازى
أخصائى إرشاد أسرى ودعم نفسى

 

التغافل خلق الانبياء :

{فأسرها يوسف فى نفسه ولم يبدها لهم} وهو الترفع عن الصغائر وعدم تصيد الأخطاء وعدم العتاب المستمر على السلبيات ، وهو مطلوب لإبقاء ماء الوجه وحفظ الكرامة

وقد قال الإمام على كرم الله وجهه : من لم يتغافل تنغصت عيشته.

وقال الإمام أحمد بن حنبل : تسعه أعشار العافية فى التغافل .

وقال ابن القيم : من المروءة التغافل عن عثرات الناس واشعارهم أنك لاتعلم لأحدهم عثرة .

 

وقال الإمام السعدى : من تغافل عن عيوب الناس وأمسك لسانه عن تتبع أحوالهم التى لايحبون إظهارها سلم دينه وعرضه وألقى الله محبته فى قلوب العباد وستر عورته
فالجزاء من جنس العمل وماربك بظلام للعبيد

ويقول ابن الجوزي : مايزال التغافل عن الزلات من شيم الكرام فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء اهتم المرء بكل زلة تعب واتعب .

والتغافل يكون فيما لايمكن تغييره ومايمكنك احتماله وفيما لايحدث إلا نادرا ، وقد يكون التغافل ناتجا عن انعدام الحوار ، أو لشدة اليأس من تغيير الطباع ، أو لقلة الحيلة وخيبة الأمل ، أو بسبب كثرة الحزن والرغبة فى الشكوى لله وحده .

والعاقل الذكى من لايدقق فى كل صغيرة وكبيرة مع المقربين له من أهل وأصدقاء وجيران كى تصفو عشرته وتحلو مجالسته ، وأحق الناس باتباع سياسة التغافل هم أفراد الأسرة من زوج وأبناء ، فاتباعه بين الأزواج يشيع المحبة ويديم السكينة والهدوء ، واتباعه مع الأبناء يعين على إبداء النصح ويديم الهيبة فى قلوبهم تجاه الوالدين .

وعلى الآباء اعتبار اخفاء الأبناء بعض الاشياء عنهم تقدير لهم ..

لقد اطاعك من يرضيك ظاهره
وقد آجلك من يعصيك مستترا

إن التغافل صورة من صور الإحسان :
{أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما ملك الإنسان احسان }.
ولنعلم أن التغافل ليس غباء بل تربية ونقاء , رحم الله من تغافل لإبقاء ود وحفظ عهد

اترك تعليقاً