أسس الطريقة الرفاعية العلية
11 فبراير، 2025
منهج الصوفية

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور : فواز الطباع الحسني
عميد رواق ودار الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه الاردن
إن أول من شيد هذا الطريق ووضع لها اسساً متينة هو مؤسس هذه الطريقة ورافع لوائها الإمام الكبير سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه . ثم تتابع من بعده تلاميذه وخلفاءه ومحبيه الذين انتظموا في مسلكه وتبعوا خطواته في الطريق والسلوك و الإرشاد في كل زمان وفي كل مكان وعلى مدى العصور الماضية .
ومن أبرز هؤلاء وأشهرهم والذين سنذكر نبذة عن حياتهم وسيرتهم العطرة الزكية الذين جعلهم الله أئمة مهداة تأسس بهم خلق كثير واقتفى أثرهم كل تقي نقي زكي شهير.
قال الإمام أبي الهدى الصيادي في كتابه الطريقة الرفاعية :
قد علم علماء الحقيقة من فرسان ميادين الطريقة ، أن أصول الطريقة العلية الرفاعية ، مبنية على أساسين عظيمين ، لا تنفك عنهما بحال من الاحوال ، وهما : الكتاب العزيز ، والسنة السنية المحمدية ، وقد قام بناء تلك الاصول على دعائم المعقول ، كلها حكم عقلية وحقائق نقلية ، لا تتجاوز الوسع العقلي ، ولا تتعدى النص النقلي ، وإن وجد في بعض أعمالها المباحة عمل ، فذلك من ترويح القلوب الذي نص عليه النبي المحبوب عليه الصلاة والسلام ، وبه يقضي العقل الصالح ، كي لا يسأم الرجل في عمله ، فينقلب صالح عمله سيئاً .
قال الإمام الرواس رضي الله تعالى عنه :
لا تعتبر كلمات الصوفية المنقولة عنهم إلا إذا وافقت مضامينها سنة النبي المكرم صلى الله عليه وسلم ولم تباين سيرة آله الأعيان وأصحابه نجوم العرفان ـ عليهم أتمالتحية وأجل الرضوان ـ وإذا رأيت في كتبهم كلماتٍ عزاها إليهم عازٍ فاعرضها على الكتاب والسنة وقسها على سيرة السلف الصالح إن كانت من الأقوال أو من الأفعال فإن وجدتها موافقة للكتاب والسنة أو مطابقة لسيرة السلف أو قابلة للتأويل الحسن الذي لا يصادم حكماً ، ونزه القوم أهل الله عن الذي يسنده إليهم أرباب الهفوات الكاذبة ، والمقاصد الخائبة ، وتحقق بالأدب معهم فهم طائفة حق لا ينحرفون عن الحق والله المعين
قال الإمام الرواس رضي الله تعالى عنه :
دع جهل من ضل الطريق وتاها وخذ الطريقة من شريعة طه
واقطع حبال الزور والدعوى وكن عبدا نأى عن نفسه وهواها
واعمل بسنة أحمدٍ خير الورى فهي الطريقةُ والضلال سواها
هي في الحقيقة لو دريت شريعة انوارها الغراء لا تتناهى
رفعت لواء حقيقة نبوية قد شيد القرآن ركن علاها
برزت لنا من خدر سدة عزها حكم بها أهل النهي تتباهى
وأتت ببرهان محجة حكمه بيضاء أشرق في الوجود سناها
من حاد عنها كان ايسر امره إن حارب الحسنى ومن والاها
لو كان موسى بيننا حياً لما أخذ الطريق لربه بسواها
قد نظمت حداً لكل حقيقة وطريقة لله ما أرضاها
وبها تسلسلت الأسانيد التي بعض الثقاة العارفين رواها
وأبت لعمرك زخرف القول الذي يهواه مطموس الفؤاد سفاها
وجلت لاهل الدين نصاً صادقاً من رده بالمنكرات تلاهى
وعليه قد درج الصحابة كلهم والتابعون ومن أحب الله
عضت عليه بالنواجذ عصبة للعلم تخشى دائماً مولاها
رغمت انوف ذي الضلالة بالذي عرفت به بين الانام هداها
كم قد تصوف محدثٌ في ديننا واتى لبث الزيغ يرصد جاها
ورأى مخالفة الرسول طريقة جهلا وظن بانه يرضاها
فأباده سيف الشريعة فانطوى بحجاب ظلمة بدعة أحياها
فاعجب لها عثرات جهل بدؤها حمق وزيغ ظاهر عقباها
قام الغبي بها يريد تصدراً ببضاعة تعست فما أدناها
شبكات سفسطةٍ تصاد بمثلها بلهاء قوم جهلها أعماها
قل للذي رام التسلق للعلا بعزيمة دون الحضيض مداها
خل العزائم يا خلي لأهلها ودع العلى ما أنت من ذكراها .
من كتاب الفيوضات المحمدية
بقلم الشيخ الدكتور فواز الطباع الحسني
حفظه الله وغفر الله له ولوالديه
10/02/2025