رسائل من مشاهد الإسراء والمعراج

بقلم الدكتور : بشير عبدالله على

كلما هل علينا شهر رجب الفرد هلت معه الذكرى العطرة لمعجزة الإسراء والمعراج ، التي كانت تثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذات الوقت بيانا عمليا لما يجب أن يكون عليه المسلم الحقيقي في هذه الحياة.

لقد اشتملت هذه الرحلة العظيمة على مشاهد حسية كانت بمثابة تذكير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ومن هذه المشاهد مشهد العفة والتي تعني البعد عن كل ما لا يليق من الأقوال والأفعال والأحوال ، بأن يعيش المسلم في دائرة الحلال ، بعيدا عن دائرة الحرام ، مترفعا عن الفواحش والآثام.

جاء المشهد قوي حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجالا بين أيديهم لحم ثمين طيب ، إلى جنبه لحم غث منتن ، يأكلون من الغث النتن ، ويتركون السمين الطيب فقال: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء ، ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن.

أيها القارئ الكريم قدر الإسلام غرائز النفس البشرية ومنها الغريزة الجنسية ؛ لأنها أقواها وأشدها ؛ لذا فتح أمامها مجالا شريفا عفيفا لتهذيبها وإشباعها وهو الزواج الصحيح الذي يحمي عواطف الإنسان من الزلل والانحراف وتأمل معي المعنى الدقيق لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) فالشيء المحافظ عليه يدوم نفعه ويؤدي مهمته بكفاءة واقتدار.

هب “مثلا” أن عندك آلة أو سلعة معمرة تتبع في استعمالها واستخدامها تعاليم الشركة المصنعة لها…مثل هذه السلعة ستؤدي مهمتها التي صنعت لها بكفاءة عالية دون عطب يذكر…هكذا نحن وهبنا الله عز وجل أجهزة في أجسامنا منها الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التناسلي….وأوضح لنا كيفية استعمال هذه الأجهزة كي تعمل بكفاءة ولا يصيبها عطب ما ، فمن حاد عن هذه التعاليم جلب على نفسه الخزي في الدنيا والخسران في الآخرة.

وأخيرا أقول: نطفتك في ظهرك أمانة…فلا تخرجها إلا كما أمر مولانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *