نهاية الحرب .. هزيمة أم بداية ملحمة التحرير
21 يناير، 2025
أخبار العالم الإسلامى

بقلم : أحمد المهيدى
محاولة بعض الإنهزاميين تسمية ماحدث فى غزة هزيمة قول منافى تماماً للواقع
فلاننكر الاضرار الجسيمة التى لحقت بسكان القطاع من خسائر فى الأرواح وإرتفاع حصيلة الشهداء وكذلك المصابين والدمار الذي لحق بالقطاع
ولكن إذا قارنا هذه الخسائر مع الخسائر التي تكبدها العدو سيتضح أن الكفة تكاد تكون متساوية وتميل لصالح المقا.ومة
أولا خسائر العدو المادية :
قدّر موقع (كالكاليست ) العبري تكلفة الحرب الإسرائيلية على قطاع غ.زة بـ150 مليار شيكل (41.64 مليار دولار) بينما أسفرت عن مقتل 840 جنديًا وجرح نحو 14 ألفًا آخرين بمعدل نحو ألف مصاب شهريًا
ثانياً الخسائر المعنوية والنفسية :
الخسائر النفسية والمعنوية التي منى بها الاحتلال تحتاج على الأقل إلى نصف قرن لإصلاحها
– فقد جيش الإحتلال هيبته وتصدعت دواخله وأصبح هناك إنفصال بين القادة وبين الجند وعصيان للأوامر بل والهروب من التجنيد فكان هذا الجيش يسوق له أنه لايقهر ولديه معدات وقبة حديدية لا يمكن إختراقها بل وكان يتم تصنيفه من اقوى عشر جيوش على مستوى العالم فتكسرت هذه الهيبة على يد الفصائل الفلسطينية التى لاتملك إلا الأسلحة الخفيفة فلم يجنى هذا الجيش إلا العار بقتله للمدنيين العزل فقد منى بهزيمة نكراء نفسية لن يتشافى منها بسهولة
– الاحتلال الغاشم كان يفتك بالشعب الأعزل منذ قرابة قرن ورغم ذلك كان يتم التسويق إعلامياً بأن الإحتلال حمل وديع وأن المقاومة هى التى تبطش به ولكن بعد هذه الحرب سقطت الاقنعة وأنكشف للعالم بأكمله الوجه القبيح للإحتلال وهذه خسارة جسيمة للإحتلال فقد فقدت تعاطف الشعوب التى تدعمها حكوماتها ماديا وفى المحاكم الدولية
– التصدع السياسى لحكومة الإحتلال وتبادل التهم حيث أسفر إنهاء الحرب عن إستقالة بن غفير وزير الأمن القومي ووزراء حزبه من الحكومة
الفشل الايدلوجى :
اعلن نتنياهو فى بداية الحرب أنه سيقضى على المقاومة هل حقق ذلك ؟
أعلن عن التوسع فى إقامة المستوطنات هل نجح فى مسعاه ؟
هل نجح فى مخطط التهجير بالطبع لا
وبالطبع قد فشل مخطط التهجير القسري بالقوة العسكرية
مكاسب الأمة العربية من الحرب :
مافعله أهل غزة من صمود يظل ملهما للعالم بأكمله ومافعلته المقاومة قد أحيا فريضة الجهاد فى الأمة بأكملها بعد أن كادت أن تندثر تحت طيات المعاهدات والتطبيع والجهاد المزيف من الجماعات الإرهابية الممولة من الخارج
كشفت الحرب عن الوجه القبيح لحكام العرب وماكان فى السر أصبح فى العلن فخيانة وهابية نجد للمقاومة قد أسقط المنهج الوهابي فى بئر سحيق ولم يعد ينخدع فيهم العامة من الشعوب فلا البكاء ولا النحيب ودعوات النصر على منابر الوهابية أصبحت تكفى لتسحر الملايين من الأمة
مساوئ الحرب :
شرق أوسط جديد يتشكل :
بالطبع وهذا لا ينكره أحد ولا يتعامى أحد عن سيطرة الإحتلال على جزء كبير من سوريا ولكن مخطط إسرائيل الكبرى قد تم إفشاله مؤقتاً على يد المقاومة الباسلة
العدو له اليد العليا الان فى المنطقة:
هذا كلام يحتاج إلى نظرة بشكل أخر للأمور فالعدو يسعى إلى إسرائيل الكبرى ونحن نسعى إلى التحرير وهذه المعركة الطويلة قد بدأت ومن وجهة نظرهم إسرائيل الكبرى قد باتت قريبة أما فى موازين الحق فقد بدأت معركة تحرير القدس فقد ألقى العدو بكل أسلحته وكل عملاءه فى المنطقة بدون وعى وحسابات وقد سرع من عمله بدون تخطيط ولكن خطة الله تستوعب مخططهم وستفشل كما فشل مخطط التهجير .