السلفية ومحاولة اختطاف الهُويَّة الأزهرية

بقلم : د . أحمد نبوى
أستاذ الحديث المساعد بجامعة الأزهر

المقال الثالث من سلسلة : نقض الفكر السلفى

ومن أصولهم التي خططوا لها “محاولة اختطاف الهُويَّة الأزهرية”؛ فقد وجدوا أن الله كتب القبول للازهر في الأرض، فأدركوا من عقود أنه لا بد من الحصول على شهادة الأزهر حتى يقبل الناس كلامهم في الدين، وحتى يستطيعوا بعدها أن يقولوا للأجيال القادمة ليس الأزهر أشعريًّا ولا صوفيًّا بدليل أن فلانا وفلانا أزهريون وليسوا أشاعرة ولا صوفية ومعهم دكتوراه ويدرسون في جامعات الأزهر وكلياته، وهو ما لم يكن موجودا أصلا في تاريخنا الأزهري إلى ما قبل ثلاثين سنة فقط تقريبا!.

لقد سمعت الشيخ أبو إسحاق الحويني (واسمه الحقيقي لمن لا يعرفه “حجازي محمد شريف” خريج كلية الألسن قسم إسباني) منذ أكثر من خمس وعشرين سنة يقول في شريط كاسيت من الأشرطة: «أدخلوا أبناءكم الأزهر، عاوزين ناخد منهم الأزهر»، وأعلن هو نفسه (بالصوت والصورة) انه أدخل أبناءه الثمانية عشر جميعاً الأزهر .

وفي شريط آخر للشيخ محمد حسين يعقوب (الحاصل على دبلوم معهد المعلمين) سمعته يقول «متعملش استخارة تدخل ابنك الأزهر ولا لأ، دخله الأزهر علطول، لكن تعلمه العقيدة الصحيحة».

كانت هذه هي الخطة المحكمة المرسومة بدقة من التيار السلفي في مصر .. إدخال كل من يستطيعون إدخاله الأزهر ليحصل على الشهادة الأزهرية ويخرج يتكلم بلسان غير لسان الأزهر المعروف!!.

فخرجت أجيال من وراء أجيال ليس لها من الأزهر سوى الشهادة فقط، والمنهج والفكر (سلفي وهابي تنطعي متشدد).

وانتشر هؤلاء (المشوهون فكريا) في ربوع البلاد وطولها وعرضها، ما بين أئمة في وزارة الأوقاف، ومدرسين في قطاع المعاهد الأزهرية، ودكاترة في جامعة الأزهر.. وصرنا (الآن) نجني هذا الحصاد المر لتلك الخطة السلفية الماكرة التي كان هدفها الأساسي (اختطاف الهُويَّة الأزهر)!!!

اترك تعليقاً