بقلم : آيه خفاجي أبو العينين ( واعظة بوزارة الأوقاف المصرية )
الحياء هو مكارم الأخلاق وزينة الإيمان.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم “إنّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وإنَّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ”
الحياء صفة من صفات الله تعالى
فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال” إن الله حيي كريم يستحي أذا رفع عبده يديه إليه أن يردها صفراً خائبتين”
فالحياء دليل على صدق الإيمان ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحياء من الإيمان ، والإيمان من الجنة ، والبذاءة من الجفاء والجفاء من النار ”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان”
الحياء خُلق الأنبياء والأصفياء
أولا : حياء النبي صلى الله عليه وسلم كان النبى صلى الله عليه وسلم يستحي أن يشعر زواره والمستئنسين بمجلسه بأنهم قد طال جلوسهم عنده , لقول الله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ ”
فكان صلى الله عليه وسلم يتسم بأعلى مقامات الحياء.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خِدرها.
ثانياً : حياء سيدنا يوسف عليه السلام عندما راودته إمرأة العزيز , مع أن كل شيئ حوله يستدعيه ، إلا أنه استحى أن يفعل شيئا يغضب الله..
ثالثاً : حياء سيدنا أيوب عليه السلام ذكر الإمام الالوسي رحمه الله أن سيدنا أيوب عليه السلام عندما فقد المال والولد والصحة ، قالت له زوجته. ، أنت نبي الله ، فلو سألت الله أن يرفع عنك البلاء لفعل. فقال سيدنا أيوب …؟
قالت ستين سنة. قال والله إني لأستحي أن أسأل الله رفع البلاء وما بلغت في البلاء ما بلغته في العافية..
رابعاً حياء سيدنا موسى عليه السلام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن موسى عليه السلام كان رجلاً حييا ستيرا لا يُرى من جلده شيئ استحياء منه..
خامساً : حياء ابنتا شعيب يقول الحق سبحانه ” فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ “
سادساً: حياء السيدة عائشة عندما دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأبيها في غرفتها .
قالت رضي الله عنها ” كنت أدخل بيتي الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأقول إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر رضي الله عنه ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي استحياء من عمر “
وفي حياء الربيع بن خثيم.
قيل أنه كان ينشغل بعيوب نفسه ويترك الانشغال بعيوب الآخرين ، وكان يستحي من الله حق الحياء فيغض بصره.
إن الحياء الحق ، هو ما يحفظ للشخص جوارحه، لافيقول الحق سبحانه ” ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولٰئك كان عنه مسؤلا “