بقلم : الداعية الأزهري ومعلم القرآن الكريم الشيخ أحمد صقر
ان من اصدق الكلمات اطلاقا حتى لو لم يصدقها جهابزه الأقوام قاطبة هي كلمة التوحيد ، لا اله الا الله ، والتي تتعدد مسمياتها ، كلمة التوحيد ، كلمة الاخلاص ، كلمة الحق ، كلمة الصدق ، الكلمة ، والكلمة الطيبة ، وغيرها من المصطلحات الدالة عليها ، والتي يدل كل اسم منها على معنى مقدس ، ومعلوم ان الشيء الذي تتعدد صفاته او مسمياته ، يدل على عظمته وعلو مكانته ورفعته .
وبالحقيقة لم تجد في الدنيا كلمة أعظم ولا اقدس من كلمة لا اله الا الله ، وهي الكلمة الفاصلة بين الكفر والايمان ، والتي بها تُعصم الدماء ، لأجلها خُلقت الدنيا ، ولتبليغها ارسل الله تعالى الرسل والأنبياء ، وأنزل معهم الكتب السماوية والصحف المقدسة ، واقدس تلك الكتب ، هو الفرقان “القران الكريم” الذي تكفل بحفظه الله تعالى ذاته ، لتبقى معه الكلمة الى ان يشاء الله تعالى. ان تبقى ، قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر 9
هذه الكلمة ، التي تحمل لأجلها وفي سبيلها احب الخلق وأعظمهم لله تعالى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم اشد التنكيل والعذاب ، وهي الكلمة الوحيدة التي ان ختم الكافر بها حياته دخل الجنة وعُصم من النار ، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)أخرجه أبو داوود
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) أخرجه البخاري
فهي الكلمه التي لو تلفظ بها لسان الكافر ولو هربا من الموت او نفاقا عُصم بها دمه وأمِن على حياته
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (بَعَثَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقَة، فَصَبَّحْنَا القَوْم (هجمنا عليهم صباحًا قبل أن يشعروا بنا) فَهَزَمْنَاهُمْ، ولَحِقْتُ أنا ورَجُلٌ مِنَ الأنْصار رَجُلًا منهم، فَلَمَّا غَشِينَاه، قال: لا إله إلَّا اللَّه فَكَفَّ الأنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتَّى قَتَلْتُه، فَلَمَّا قَدِمْنا بَلَغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أسَامة، أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قال لا إلَه إلَّا اللَّه؟! قُلتُ: كانَ مُتَعَوِّذًا (أي أنه لم يقصد بها الايمان وأنه قالها خوفا من السيف)، فَما زال النبي صلى الله عليه وسلم يُكَرِّرُهَا، حتَّى تَمَنَّيْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْل ذلك اليوم) رواه البخاري
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ، وفيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله) أخرجه البخاري
نعم انها أطيب كلمات الدنيا وأعظمها وإن تعددت اللغات بها او كثرت بها الالسن ، وقد طلب نبي الله موسى عليه السلام ان يخصه بذكر يكون ورده والذكر الخاص به فأمره الله تعالى بها ، فعن أبي سعيد الخدري ان النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال (قال موسى يا ربِّ علِّمْني شيئًا أذكرُك به وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا اللهُ قال يا ربِّ كلُّ عبادِك يقول هذا قال قُلْ لا إله إلا اللهُ قال إنما أريد شيئًا تخُصُّني به قال يا موسى لو أنَّ أهلَ السمواتِ السبعَ والأرضينَ السَّبعَ في كِفَّةٍ ولا إله إلا اللهُ في كِفَّةٍ مالتْ بهم لا إله إلا اللهُ) النسائي
هذه الكلمة التي لاجلها ينادي يوم القيامه في اهل النار. متى شاء الله تعالى. اخرجوا منها من قال لا لله الا الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير) رواه البخاري
نعم انها كلمه نجا قائلها ومن عمل بها وفاز ورضي من قالها وآمن ودعى اليها ، وعزّ في الدنيا وفي الاخر من كان اهلا لهذه الكلمة ، ويحضرني قولة امير المؤمنين رضي الله عنه عندما كان يسير لفتح القدس الشريف الذي تخاذل عنه الناس اليوم ، كنا اذلة فأعزنا الله بالاسلام ، جاء في المستدرك على الصحيحين: عن طارق بن شهاب قال: [خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر: أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله].
لذلك كان لهذه الكلمة قدرها وشرفها والنسب الحقيقي من نسب اليها
وقد جاء الأمر من السماء لمن اراد ان يُغفر له {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} سورة نبي الله محمد 19