الشيعة أخطر على الإسلام من اليهود هل هذا حقيقي ؟

بقلم د : مصطفى طاهر رضوان
مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف

 

لقد شاع منذ سنوات، وتحديدًا مع صحوة (حسن نصر الله رحمه الله وغفر له) شعارٌ خطير ومريب، يقول: “الشيعة أخطر على المسلمين من اليهود”، وهو شعار فاسد باطل، لا يقوم على برهان شرعي ولا منطق عقلي، بل هو في حقيقته نتاجُ خصومات سياسية وصراعات إقليمية، رفعت لواءه بعض الدول نكاية بدولة إيران، لا دفاعًا عن العقيدة ولا غيرةً على الإسلام، وإنما خدمةً لأجندات سياسية تُدار بأدوات المكايدة، ويُزَيَّن فيها الباطلُ باسم الدين.

وقد تلقَّف هذا الشعار بعض المنتفعين، ممن اغترّوا بأموال تلك الدول و”ريالاتها”، فرددوه في إعلامهم، ومنابرهم، ومحاضراتهم، حتى أُلبِس على العامة أمر دينهم، وانخدع به كثير من البسطاء والمغفَّلين، وظنوا أن محاربة التشيع لا تكون إلا بتكفير كل شيعي، ولا يكون الولاء لله إلا بعداوة كل من انتسب إلى التشيع، وهذا فهم سقيم، يخالف منهج أهل السُّنَّة والجماعة في ضبط مسائل الإيمان والكفر، والولاء والبراء، والحكم على الفرق والطوائف.

وإننا في هذا المقام نذكّر بما أجمعت عليه كلمة المحققين من علماء أهل السنة، أن الشيعة – في عمومهم – ليسوا كفارًا، بل هم مسلمون من أهل القبلة، تجمعنا بهم أصول الإسلام الكبرى، وتفصلنا عنهم بدع محدثة وضلالات مرفوضة، لا تبلغ – في غالبها – مبلغ الكفر المخرج من الملة.

فجمهور الشيعة:

يشهدون شهادة الإسلام: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ويستقبلون قبلتنا.
ويؤدون صلاتنا، وإن اختلفت بعض تفاصيلها.
ويؤمنون بقرآننا، الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
ويأكلون من ذبائحنا ونأكل من ذبائحهم، كما هو قول جمهور العلماء.

وأما الغلاة من الشيعة – كمن يعتقد في الأئمة الربوبية أو العصمة المطلقة، أو من يطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، أو يسب الصحابة الكرام – فهؤلاء شذاذ آفاق، قلة مندثرة في مجتمعات الشيعة اليوم، وقد تبرأ منهم عقلاء الشيعة ومنصفوهم، ورفضهم حتى بعض مراجعهم، لما في أقوالهم من سفاهة وزيغ.