قالت و الدموع تنهمر من عينيها: أليس من حقي أن أتزوج و أكمل حياتي كأي امرأه طبيعية مع شريك حياتي؟
وقالت أخرى: هل كتب علي الوحده مدى الحياة وكل ذنبي اني مطلقة؟
وقالت الأخيرة: يبدو أن المجتمع كتب علي أن أدفن مع زوجي
هذه نماذج لرسائل بعض السيدات.. في الحقيقة أن هذه رسائل مؤلمة للغاية تدل أن المجتمع الشرقي يسلب المرأة أبسط حقوقها ويحرم ما أحل الله !!
قال تعالى في سورة النحل: “وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ” (116)
و قال في سورة الأعراف: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (33)
إذا تدبرنا الآيات سنجد أن القول على الله بغير علم جاء في القرآن مقروناً بأكبر الكبائر وأعظم الذنوب.. ومن المعلوم قطعاً أن التشريع المطلق تحريما وتحليلا وتشريعا حق خالص لله تعالى.
للأسف المجتمع الشرقي يحرم المرأة أبسط حقوقها ويعتبر الثيب التي تتزوج بزوج آخر امرأة خائنه قد يتبرأ منها أقرب الناس إليها ويهجرها أبنائها.. أكتب لك الآن حتى تصحح مفاهيمك فمن تتزوج مرة أخرى بعد أن طلقت أو أصبحت أرملة ليست خائنة ولا امرأة سيئة السمعة هي فقط إنسانه لها رغبات واحتياجات وأولويات مثل الرجل تماماً..
احترس أن تقع في ذنب عظيم.. أن ترتكب كبيرة من الكبائر عندما تحرم ما أحل الله.. أسمعك تقول أنا لم أقل أن زواج الثيب حرام و لكن ردي عليك أنك ربما لم تقل ذلك نصا إنما قلته بتصرفاتك ونظراتك إليها..
ها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان لم يسبق له الزواج وقد تزوج من السيدة خديجة -خير نساء أهل الجنة- وكانت ثيباً تزوجت قبله مرتين ولم يستنكر أحد من أهله هذه الزيجة.. فالعجب كل العجب أن ما قبله أهل الجاهلية يستنكره أهل زماننا !! إنما هذا هو الجهل الحقيقي..
بالإضافة إلى ذلك فإن خير نساء هذه الأمة أمهات المؤمنين كن جميعاً ثيبات عدا السيدة عائشة رضي الله عنها وعنهن جميعاً.. فلو كان زواج المرأة الثيب شيء مشين لتنزه عنه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة التحريم: “عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا” (5)
فقد قال تعالى في الآية السابقة أن الثيبات والأبكار كلاهما رزق وخير بل أنه ذكر الثيبات قبل الابكار..
كما أنه كان أمراً معتاداً عند الصحابة أن يتزوجوا من سيدات ثيبات.
وكلنا نذكر موقف أم سلمة عندما توفي زوجها أبي سلمة حزنت حزنا شديداً لأنها كانت تحبه و مع ذلك دعت بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت: “إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها” وكانت تقول في نفسها هل في المسلمين من هو خير من أبي سلمة ؟! حتى استجاب الله لها وتزوجت من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك أن زواجها كان أمراً مقبولاً في المجتمع.
سيقول أحدهم أنا أعلم أن زواج الثيب ليس حراماً ولكنها العادات والتقاليد.. سأرد عليه أن هناك قاعدة فقهية تقول (العادة محكمة) ولكن تطبق هذه القاعدة إن لم يوجد نص شرعي فلا يجوز ترك النص والعمل بالعادة..
وختاماً أود القول أن الشريعة الإسلامية قد كرمت المرأة و أعطتها حقوقها الشرعية منذ آلاف السنين .. فهل يعقل أن نسلبها أبسط حقوقها ونحكم عليها بالموت وهي على قيد الحياة ؟!