الحمد لله رب العالمين، أوصى بالإحسان إلى الأيتام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، وَجَدَهُ ربه يَتِيماً فَآواهُ، وضَالاًّ فَأَرشَدَهُ وهَداهُ، وعَائلاً فَرَزَقَهُ وأَغنَاهُ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: لقد أكدت شريعتنا الغراء على رعاية الأيتام والحفاظ على حقوقهم، ونهىت عن إيذائهم، وقهرهم، وزجرهم،
ولقد نزلت الآيات الدالة على العناية بحقوقهم في أوائل ما نزل من القرآن المكي؛ قال تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾(البلد: ١١-١٦)، وقال تعالى: ﴿كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾(الفجر: ١٧)، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾(الضحى: ٩)، ولقد حَثَّ الإِسلاَمُ على رعاية الأيتام بِتَوفِيرِ حاجاتهم ومتطلباتهم، وجعل النفقة عليهم خير نفقة ينفقها المسلم، يرجو ثوابها عند الله؛ قَالَ تَعالَى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾(البقرة: ٢١٥)،
أولاً: الإهتمام بالإيتام ورعايتهم؛ لقد وضع الإسلام دستوراً للتعامل مع الأيتام؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾(الضحى: ٦-٩)، فالآيات الكريمات تشير إلى أهم أوجه رعاية الأيتام اجتماعياً ونفسياً وعلمياً وفكرياً ليكونوا لبنة خير ومشاعل نور وهداية وإرشاد، وليكونوا روَّاد خير لمجتمعهم.
– ومن عجيب عناية ربنا تبارك وتعالى بالأيتام أن أمر العبد الصالح (الخضر عليه السلام) بإقامة الجدار لحفظ مال الإيتام؛ قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾(الكهف: ٨٢)،
– ولقد أخذ الله تعالى الميثاق على بني إسرائيل بأن يحسنوا لليتامى؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى اليتامى﴾(البقرة: ٨٣)،
– ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يشعر بآلام الأيتام وأحزانهم؛ فاهتم بالأيتام اهتماماً بالغاً من حيث تربيتهم ورعايتهم ومعاملتهم، وضمان سبل العيش الكريمة لهم، حتى ينشأوا أعضاء نافعين فى المجتمع؛ فعندما مات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه تعهد سيدنا رسول الله ﷺ أولاده وأخذهم معه إلى بيته، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال ﷺ: «العيلة (يعني الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة» رواه أحمد.
– وكان سيدنا رسول الله ﷺ شديد الحرص على رعاية مشاعر الأيتام، وجبر خواطرهم، وإدخال السرور عليهم؛ فقد روى عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني كعب بن مالك قال: «أول أمر عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم عذق فاختصما إلى النبي ﷺ فقضي به النبي ﷺ لأبي لبابة فبكى اليتيم فقال النبي ﷺ دعه له فأبى قال فأعطه إياه ولك مثله في الجنة فأبى فانطلق ابن الدحداحة فقال لأبي لبابة بعني هذا العذق بحديقتين قال نعم ثم انطلق إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق ألي مثله في الجنة قال نعم فأعطاه إياه قال فكان النبي ﷺ يقول كم من عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة» رواه البيهقى. والحديث مرسل.
– وكان سيدنا رسول الله ﷺ يحنو على الأيتام فيربيهم على حسن الأدب؛ فهذا عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه يحدّثنا عن تربية سيدنا رسول الله ﷺ له حيث قال: كُنْتُ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ؛ فَقَالَ لِي: «يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» رواه مسلم.
وهذا أدب نبويّ رفيع في التعامل مع الأيتام، لقد أدّبهم وربّاهم بأحسن الوسائل التربويّة، فهو لم يترك أفعالهم بلا توجيه أو تنبيه.
– ومدح سيدنا رسول الله ﷺ نساء قريش لرعايتهن اليتامى؛ حيث قال ﷺ: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده» رواه أحمد.
قال ابن بطال: من عجز عن الجهاد في سبيل الله وعن قيام الليل وصيام النهار؛ فليعمل بهذا الحديث، وليسع على الأرامل والمساكين ليحشر يوم القيامة في جملة المجاهدين في سبيل الله دون أن يخطو في ذلك خطوة، أو ينفق درهماً، أو يلقى عدواً يرتاع بلقائه، أو ليحشر في زمرة الصائمين والقائمين، وينال درجتهم وهو طاعم نهاره، نائم ليله أيام حياته.
– ولم يقتصر سيدنا رسول الله ﷺ في اهتمامه بالأيتام على أسلوب الحث والترغيب، بل استخدم أيضا أسلوب التحذير من الإساءة إليهم، أو أكل أموالهم بالباطل، بحيث لا يُقْدم على فعل ذلك إلا من قسى قلبه، وغلبت عليه شقوته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «اجتنبوا السبع الموبقات (المهلكات)، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» رواه البخاري.
– ولخطورة وعظم حق مال اليتيم ، وجه سيدنا رسول الله ﷺ من كان ضعيفاً ألا يتولين مال يتيم؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم» رواه مسلم.
– ولا شكَّ أنَّ تربية الأيتام وحسن توجيههم من أسباب تحصينهم من الشرور والفساد، وحماية أفكارهم من المذاهب الهدَّامة، والآراء الضالَّة، والمناهج البعيدة عن الهدى، سواء كانت مناهج غلوٍّ وإفراط؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم إني أُحَرِّجُ حق الضعيفين: اليتيم والمرأة» رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح.
وفي الحديث: تعظيم ظلم هذين الضعيفين: المرأة واليتيم، فإنَّ ضعفَهما قد يُغري المعتدين بظلمهما وهضم حقوقهما؛ ولهذا دعا النبي عليه الصلاة والسلام بالحرج – وهو الضيق والإثم – على كُلِّ من نال منهما بسوء.
– ولقد عيّن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مالك الأشتر واليًا على مصر. وتضمنت وصاياه المكتوبة لمالك الأشتر دعوةً له برعاية الأيتام. وقبل وفاته، أوصى برعاية الأطفال الأيتام في وصيته. وكتب إلى ابنه الأكبر، الإمام الحسن: «اتق الله في اليتامى، لا تدعهم يجوعون ولا يهلكوا بين يديك».
ثانياً: تكريم أمهات الأيتام؛ لقد بين سيدنا رسول الله ﷺ فضل الأم التى قامت بتربية أبنائها الأيتام؛ فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «أنا أوَّلُ مَن يُفْتَحُ له بابُ الجنَّةِ، إلَّا أنِّي أرى امرأةً تُبادِرني، فأقولُ لها: ما لكِ؟ ومَن أنتِ؟ فتقولُ: أنا امرأةٌ قعَدْتُ على أيتامٍ لي» رواه أبو يعلى وفي سنده مقال.
– وهنا نقف أمام هذا الطَّود العظيم (فاطمة الأزدية) أمّ الإمام محمد بن إدريس الشافعي الذى عمّ صِيته أرجاء المعمورة، وبلغ من العلم ما تنوء عن حمله الجبال، وصار أحد الفقهاء الأربعة بفضل الله أولاً، ثم بفضل أمٍ ما لبثت أن تكون سُلّماً؛ يرقى به ما ناء غيره أن يرقى.
– لقد حملت أم الشافعي همَّاً عظيماً، وهو تربية ابنها اليتيم على حبِّ العلم والعلماء؛ لقد ولد الشافعي بغزة، ومن خوفها عليه أرادت أن يربَّى ابنها في مكان آمن بين أهله؛ ولذلك رحلت به إلى مكَّة المكرَّمة وهو ابن عامين حيث بيت الله الحرام وما أجمله من مكان، حيث كانت مكَّة المكرَّمة في ذلك الوقت منارةَ العلم، وكان يقصدها أهل العلم والفضل من كلِّ مكان.
– لم تكن أمُّ الشافعي تملك مالاً كافياً لتدخله الكُتَّاب؛ فقد كانت فقيرة الحال ورغم ذلك أصرت على أن يتعلَّم الشافعي، فأخذته إلى معلِّم الكتَّاب، واتَّفقت معه أن يعلمه القرآن على أن يقوم الشَّافعي بخدمته، فكان لها ذلك.
– لقد سخرت أم الشافعي وقتها لتعليم ولدها رغم فقرها الشديد، ورغماً من حاجتها إلى زوجٍ يعولها، لكنها لو فعلت لانشغلت به عن ابنها، فلم تزل معه، يحملها إلى كل موضع، حتى رأت فيه ما يسرها.
– لقد وُلد الشافعيُّ بغزة عام ١٥٠ هجرياً، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتىً دون عشرين سنة.
– ثم هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس رضي الله عنهما.
– لقد كان الشافعي لا يجد ثمن الأوراق التى يحتجها فى الدراسة؛ فكان يأخذ الأوراق التي فرغ منها أقرانه، فيكتب على ظهورها، كما كان يكتب على العظام، حتى إذا اجتمع منها الشيء الكثير جعلها في جرةٍ قديمةٍ في بيته.
– ثم ارتحل إلى اليمن، ولقد رهنت أم الشافعي دارها بستة عشر ديناراً لتسافر بالشافعى إلى اليمن لكي يكمل تعليمه، فجالس علماءها ولزم دروسهم، فلم يزل على ذلك حتى فاق علمه شيوخه.
–ثم ارتحل إلى بغداد سنة ١٨٤ هجرياً، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي).
– ثم عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة ١٩٥ هجرياً، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه.
– ثم سافر إلى مصر سنة ١٩٩ هجرياً، وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة ٢٠٤ هجرياً.
رضي الله عن الإمام الشافعي ورضى عن أمه التى جاهدت حتى بلغ علم ابنها الآفاق فكانت بحق أنموذجاً للرعاية والتربية وتحمل المسؤلية الجمسية بعد موت زوجها وأجزل الله العطاء لكل الإمهات اللائى سرن على درب أم الشافعي وصبرن على فقدان الزوج المعين على أعباء الحياة وجاهدن من أجل أبنائهن.
فاتقوا الله عباد الله: وتعاونوا على البر والتقوى، واحسنوا إلى الأيتام واكرموهم واكفلوهم تفوزوا برفقة سيدنا رسول الله ﷺ فى الجنة.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: لقد نشأ سيدنا رسول الله يتيماّ، فبشرى لليتامى؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى﴾(الضحى: ٦)،
ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ
منها نجهِّز للحياةِ عظيما
حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي
نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما
وكفالة الأيتام من أعظم أعمال البر التي ندبنا إليها الشرع الحنيف، ورتب عليها الأجور الكثيرة؛
– خير البيوت البيت الذي فيه يتيم يكرم وشرها البيت الذي فيه يتيم يهان؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ» رواه البُخاري في الأدب المفرد، وابن ماجه.
– مرافقة سيدنا رسول الله ﷺ في الجنة؛ فعن سَهْلٍ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى» رواه البخاري فى الأدب المفرد.
– الإحسان إلى الإيتام علاج لقسوة القلب، وقضاء الحاجات؛ فعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا شكا إِلَى رَسُول الله ﷺ قسوة قلبه فَقَالَ: «امسح رَأس الْيَتِيم وَأطْعم الْمِسْكِين» رَوَاهُ أَحْمد.
وفي رواية الطبراني: عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَتَى النَّبِي ﷺ رجل يشكو قسوة قلبه فقال: «أَتُحِبُّ أَن يلين قَلْبك وتدرك حَاجَتك ارْحَمْ الْيَتِيم وامسح رَأسه وأطعمه من طَعَامك يلن قَلْبك وتدرك حَاجَتك».
– أطيب المال ما أُعطي منه اليتيم؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِب المُسلِم مَا أَعْطى مِنهُ المِسْكِين، واليَتِيم، وابْنَ السَّبِيلِ» رواه البخارى ومسلم.
– من أراد أن يلين قلبه فليطعم المسكين، وليمسح رأس اليتيم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ» رواه أحمد.
– وقد أمر الله عز وجل بحفظ أموال الأيتام، ونهى عن قربها إلا بالحسنى؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ (الأنعام: ١٥٢)، وأوجب على من يلي أموال اليتامى أن يتقي الله فيها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾(النساء: ١٠)، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾(النساء: ٢)، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾(النساء: ١٠)،
– ولقد أمر سيدنا رسول الله ﷺ بتنمية مال اليتم حيث قال: «ألا مَن وليَ يتيمًا لهُ مالٌ فليتَّجِرْ فيهِ ولا يترُكْهُ حتَّى تأكلَهُ الصَّدقةُ» رواه الترمذي.
ولقد أمر عمرُ رضِيَ اللهُ عنه بالاتِّجارِ في مالِ اليتيمِ لئلا تأكلُه الصدقةُ.
– حذر ربنا تبارك وتعالى من إهانة اليتيم وأذاه بأي نوع من الاهانة والأذى؛ قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾(الضحى؛ ٩)، وقال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾(الماعون:١-٣)،