مفارقات سلفية في جنازة الشيخ الحويني 4

بقلم فضيلة الشيخ : أحمد السيد السعيد
(واعظ عام، وعضو لجنة التحكيم والمصالحات بالأزهر الشريف)

تابع مفارقات المتسلفين الوهابية بعد وفاة الشيخ/ الحويني (رحمه الله):

ما أعجب الأقدار حين تُسقط الأقنعة بصمتٍ لا يُجيد غيرها البيان! ها نحن نقرأ كلمات نجل الشيخ نفسه، وقد خطّها بيده على صفحته، يدعو الناس إلى الإكثار من الصلاة على النبي بصيغة مخصوصة، ويحث على تكرارها رجاء رفع البلاء وعلو المقام، وهو ذات المسلك الذي طالما عابه والده وجماعته على أرباب التصوف، ونعَتوه بالبدعة والإحداث في الدين.

فيا هناد، ألم يكن آباؤك يوبخوننا حين نوصي بمثل هذا؟! ألم نكن -نحن الصوفية- عندهم من “أهل الأهواء” حين نلتزم أورادًا وأذكارًا محددة الألفاظ، ذات مواقيت وأعداد؟! فما بالكم اليوم تسلكون ذات السبيل، في الملمات والمصائب، وتستروحون إلى ذات الزاد الذي به كنا نرتوي؟!

يا بني الشيخ، الذكر ليس طقوسًا تُستدعى عند الحزن وتُنسى في الرخاء، بل هو حياةٌ لأرواح الصادقين، وسُلّم العارفين، ورفيق العابدين في كل أحوالهم.

إن الذي تنكرونه علينا في محاريب السَحَر، تعودون إليه في ساعات الألم، وكأن قلوبكم لم تجد سكينة إلا فيما أنكرتموه بالأمس.

فيا ليتكم تُنصفون، وتقرّون بأن الذكر الموقوت، والأوراد المرتبة، والدعاء المكرر، سنة عاش عليها أهل الله، لا بدعة تُرمى بسهام الجهل.

رحم الله والدك، وجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وألهمكم الحق في القول والعمل.

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

اترك تعليقاً