بقلم الكاتب والداعية الاسلامى الاستاذ الدكتور : رمضان البيه
عزيزي القارئ ذكرنا في المقال السابق أن الله تعالى ذكر الطمع في إثنى عشر موضعًا منها عدم القناعة بما قسمه الله تعالى وطلب المزيد ، وهذا ما أشار إليه الحق عز وجل بقوله ” ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أزيد “
ومنها ما كان من طمع المؤمنين في إيمان أهل الكفر والشرك لحبهم الخير لكل الناس، وهو ما جاء في قوله تعالى ” أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ” .
ومنها الطمع في الإيمان وطلب الصلاح والدخول في جملة عباد الله تعالى الصالحين، وهو ما أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله ” وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ “
ومنها طمع من تساوت أعمالهم عند الحساب فلا هم إلى الجنة ولا إلى النار في رحمة الله تعالى وكرمه وهم من أشار الحق سبحانه إليهم بقوله تعالى ” وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ”
ومنها ما جاء في الأمر الإلهي بعدم الإفساد في الأرض وإصلاحها والدعاء الجامع بين الخوف من عذاب الله تعالى ورجاء رحمته وكرمه وجنته ، وهو ما جاء في قوله تعالى ” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ” ..
ومنها ما جاء في آيات الله تعالى التي تشير إلى قدرته سبحانه وتعالى والتي تشير إلى مظاهر العذاب والرحمة في آن واحد ” . وهو ما جاء في قوله تبارك في علاه ” هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ” ، وقوله سبحانه ” ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون “
ومنها ما يشير إلى الطمع في مغفرة الله تعالى وهو ما أشار الحق عز وجل إليه بقوله ” إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ “
ومنها ما جاء في طمع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى آله في مغفرة الله تعالى.. وهو ما جاء في قوله جل جلاله ” وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ” .
ومنها ما كان وصفا لحال أهل الإيمان والصلاح والتقوى . وهو ما جاء في قوله تعالى ” تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ “
ومنها ما جاء تحذيرا من الله تعالى لأمهات ونساء المؤمنين . وهو ما جاء في قوله جل ثناءه ” يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا “
ومنها ما جاء في حق من يطمعون في جنة الله تعالى بلا عمل . وهو الذي أشار الله تعالى إليه بقوله ” أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ” . هذا والطمع في الدنيا وفي غير الله تعالى هو الطمع المذموم المنهي عنه. وهو ما أشرنا إليه بأنه آفة يجب التخلص منها ..