الكفران بالنعم وأهمية شكرها في حياة الإنسان
13 مارس، 2025
منبر الدعاة

بقلم الأستاذة: سيدة حسن
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تُحصى، ووهبنا من فضله ما لا نستطيع إحصاءه، ومع ذلك، قد يغفل بعض الناس عن شكر هذه النعم، بل وقد يقعون في الكفران بها، وهو من الأخلاق المذمومة التي حذر منها الشرع الحنيف.
ما هو معنى الكفران بالنعم
الكفران بالنعم يعني جحودها وعدم الاعتراف بها، سواء بالقول أو الفعل، وقد يكون ذلك بعدم شكر الله عليها، أو استعمالها في معصيته، أو التكبر والتفاخر بها على الناس.
عواقب الكفران بالنعم
حذرنا الله تعالى من عاقبة الكفر بالنعم، فقال: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
وهذا يدل على أن شكر النعم سبب لزيادتها، بينما الكفران بها يؤدي إلى زوالها.
وفي حديث رسول الله ﷺ: “لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِه فيما أفناهُ، وعن علمِه ماذا عملَ بهِ، وعن مالِه من أينَ اكتسبَهُ وفيما أنفقَهُ، وعن جسمِه فيما أبلاه
وهذا الحديث يؤكد أن الإنسان محاسب على كل نعمة أنعم الله بها عليه.
كيف نحافظ على النعم؟
لكي نحافظ على النعم ونحميها من الزوال لابد من الشكر الدائم لله تعالى
الشكر هو أساس بقاء النعم، قال الله تعالى: ﴿ وَسَنَجْزِي ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾
ويكون الشكر بالقلب بالاعتراف بفضل الله، وباللسان بحمده، وبالجوارح باستخدام النعم في طاعته.
عدم الإسراف والتبذير
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوا۟ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ ﴾
فالتبذير والإسراف في النعم يؤديان إلى زوالها.
استخدام النعم في الخير
من تمام الشكر أن يستخدم الإنسان النعمة في طاعة الله، فمن رزقه الله علماً فليعلمه، ومن أعطاه مالاً فليتصدق، ومن أنعم عليه بالصحة فليستعملها في العمل الصالح.
عدم التكبر والتفاخر بالنعم
التكبر سبب لزوال النعم، كما حدث مع قارون الذي بَغى على قومه بنعمه، فكانت العاقبة أن خسف الله به وبداره الأرض.
الدعاء بالحفظ والبركة
كان النبي ﷺ يدعو الله بالحفظ والبركة في النعم، ويمكننا أن ندعو بـ:
“اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمتك، ولا تجعلنا من الجاحدين”.
“اللهم بارك لنا في أرزاقنا، ولا تحرمنا فضلك”.
ختاما
يقولﷺ: { من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا }.
اللهم أدم علينا جميعاً نعمة الصحة والأمن والأمان
شكر النعم هو مفتاح للبركة والزيادة، والكفران بها سبب للحرمان والعذاب. فلنحرص على حفظ نعم الله بشكره والعمل بها في الخير، ولنتذكر دومًا أن ما بين أيدينا من خيرات إنما هو فضل من الله يستوجب الحمد والامتنان.
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين الحامدين، وأن يزيدنا من فضله