نشر التلاوات القرآنية والدروس على مواقع التواصل الاجتماعي بين القبول والرفض

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالرحمن رضوان
إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف

أتعجب كثيرا من بعض الناس– هدانا وهداهم الله- الذين يعيبون علينا أحيانا، بل في أحايين كثيرة أننا ننشر على مواقع التواصل ما نقوم به من تصوير وتسجيل ونشر الأمور الدعوية، تلاوة قرآنية ، كلمة، خاطرة ، نصيحة – وننصح بها أنفسنا أولا- أو تذكرة- وأيضا نذكر بها أنفسنا أولا- ويتهموننا أحيانا أننا نرائي للأسف الشديد، للأسف، للأسف للمرة الثالثة.

أولا: لو ترك كل منا أي خير يقوم به مخافة الرياء- ونسأل الله الإخلاص- فمن للخير إذن؟!

من ليذكر الناس؟!

ومن ليذكرنا إن لم نذكر أنفسنا، فليس المذكِّر بأفضلَ من المذكَّر، وليس الناصح بأفضل من المنصوح .

ثانيا: أهل الباطل والخيابات يفتخرون ويتيهون بنشر خياباتهم وباطلهم على الملأ ، مخدرات ، عُري، سفور، ينشرون كل هذا ولا يتحرجون، فهل نفعل – نحن- ما يُتحرج منه ؟! كلا والله.

ثالثا: ننشر لتعم الفائدة، فلا أحد يدري ربما آية تهدي ضالًّا، أو ترشد حائرًا، ولنا في التلاوات التي يبثها الجامع الأزهر صورة صادقة ، فكم من أناس اشتاقوا لسماع القرآن، بل والله أتذكر أحدهم يقول : لقد هداني الله بسبب آية سمعتها من شيخ نشر مقطع قرآني له.

رابعا: ننشر لا لنطلب أجرا من أحد، أو ثناءً من أحد بل لتكون هذه الصفحة شاهدة لنا أمام الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وكما قال شيخ الرسل نوح عليه السلام لقومه: و يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله .

خلاصة القول: أنا أرى من وجهة نظري – التي لا تعدل ولا تزن، وربما أكون خاطئا – أن أهل الخير عامة وأهل الدعوة خاصة أولى الناس أن ينشروا وأن يبلغوا، فرب مبلغ أوعى من سامع كما قال سيد الناس.

يا أخي على الأقل أن نبثَّ في الناس الأمل أن الدنيا لا زال بها الخير موجودا، وأن بلدنا مصر محفوظ بحفظ الله، وهذا بدلا من نظرة اليأس والإحباط التي يصدرونها للناس دائما، فاستقيموا يرحمكم الله ، ودعوا الناس ونواياهم لرب الناس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *