حسنا سمعت النداء بائع الأحلام ، أهلا وسهلا بك هل لي أن امازح معك ام أصيب كبد الحقيقة أرني ما في جعبتك فقد مر بي الزمان سريعاً ، ولم اتمكن من تحقيق أحلامي ، كنت شغوفا بكل شيئ والان فقدت الشغف صارت الأيام معدادا يساعدني دورانها سريعاً ليل يعقبه نهار ونهار يعقبه ليل ، مرت الأيام أيها البائع وأري أحلامي قد وهنت ولا ادري ماذا اصنع هل لك ان تعيد لي احلامي فقد سرقت ولكن لا ادري سرقها الزمن في غفلة من الزمن ، مر الزمان عليا سريعاً حتي إني الآن غير مكترث بما تحقق ،وبما قد ضاع مني في سلال الزمن والأيام ولكن ليتك تهبني فرصة سانحة أخري أحقق احلامي .
أعلم أن ذلك مستحيلاً ولكني اراود احلامي فقد أصبحت الآن شيخا كبيرا وهن العظم وتبدلت القوي تبدلت الأشخاص من حولي صاروا ليس كما عرفتهم من قبل في بداية مشوار حياتي لغة المصالح والحاجات لغة لا أعرفها لغة أنهكت أصحاب المبادئ ، صاروا متعبين لايقوا علي المسير في طريق طويل تملئه الاوغاد وما أخشاه
أيها الزمان ان لا اقوي علي المسير معك لقد كنت سريع أسبق تفكيري ضاعت مني اشياء كثيرة وأنا أسبق خطواتك ولكني اكتشفت إني حزين جدا متألم فلا يمكنني استرجاع خطوات خطوتها سابقا واحيانا لا ياخذني الحنين إليها ولكنها مرت علينا ولا يمكن تجاهلها لأنها جزءا من شريط الزكريات تركت الاثر وفرت هاربة فهذا قانون الحياة لأنها تسير بنا في اتجاه واحد طريق اللاعودة .
حقا استسمحك أن تبدل احلامي باخري اقل صعوبة أستطيع تحقيقها تؤنس وحدتي وتزيل همي وتبدد غربتي كفا ما مر بي يا صديقي ان سمحت لي ان تكون صديقي لقد أصبحت اكتفي بالقليل من الاحلام قنوعا باحوالي ، يكفيني لحظات هدوء وسكينة لحظات اخلد فيها لنفسي بعيدا عن الضوضاء والصخب ، بعيدا عن الزحام بعيدا عن النفاق والغش بعيدا عن الانكار والجحود بعيدا عن جلامد القلوب .
لقد صارت سكنات الحياة غير ما الفتها فقد أصبحت أخشي الليل واخاف النهار أصبحت لا أميل إلي الضوضاء وايضا يقتلني الهدوء
ماذا اريد ؟ معايير كثيرة اختلت ووهنت كنت أعيش زمن صدق الكلمة فالان صارت الكلمة كلمات وأصبحت لا افاضل بين الحقائق ، ىفقد اختلط الوهن بالحقيقة اختلاطا يصعب عليا التميز يا بائع الأحلام فقدت احلامي في المسير فقدت ضحكات من القلب فقدت عيني المستقرة وقلبي الأمن
صارت الأوضاع علي مخالفة واقعي ، يا بائع الأحلام دلني فقد خارت قواي بين العقاقير والأدوية صرت اشرب كأس كله مرارة ولكن مرارة الواقع أشد ضراوة ، ىواقع أخشاه ارفضه لا تقبله نفسي ماذا اصنع دلني وسوف ادفع لك ما تريد فقد تعودت الدفع الغالي من عمري وأيامي وسعادتي طيلة حياتي اسدد فاتورة أصلي وتربيتي التي نشأت عليها فهل لك ان تعينني في ضائقتي ام أنك قليل الحيلة مثلي ؟
والان بعد كل هذه كفا ايها الأحلام فلا بأس لابد للواقع ان يفرض نفسه حتي وان كان الواقع هزيلا انهكه التعب في ساحة الميدان.
ايا بائــع الأحلام هل تبـيع لي حلـم لغدا بدلا من احلامي الضائعة الفاترة الواهية الحزينة
و تشتـري مني الاوهام خلصني منها فقد سئمتها هل عـندك. لـي حلـم يعـيد الحياة. التي وهنت والقلب الذي اضناه المسير وتعيرني حلما واحدا يعيد اليا. سعادتي من جديد يعـيد لي ماضي وسوف اتعايش معه ولن اخزلك يوما من الأيـام
أملي أيها البائع أن ارجع طريقي من جديد واعدك أن اصوب كل أخطائي فقد ايقنتها ولا تخشي مني فشل
فقد ايقنت كبد الحقيقة فلا اريد منك الا دواء يطيب الجروح الغائرة ويعيد صوابي دواء يقتل الملل والحزن دواء يعيد اليا روح الحياة التي ضاعت في خضم الحياة اعلم ان كل ذلك مستحيلاً ولكني يا بائع الأحلام كنت احلم معك ولا أملك شيئا الا الحقيقة التي تريح نفسي ان تعيرني كأس النسيان حتي او دعوة صادقة من القلب ان يمنحني الله الرضا الذي يعينني علي تكملة ما تبقى في المسير والحمد لله رب العالمين شكرا لك كنت امزح معك يا بائع الأحلام