
بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه
قد يغفل البعض من الناس عن مراد الله تعالى في خلقهم ووجودهم في الحياة ، والحق عز وجل قد أعلن عن هذا المراد بقوله تعالى ” إني جاعل في الأرض خليفة ” .
وكلمة خليفة معناها أن الإنسان مستخلف من الله عز وجل في الأرض قائم بأمره سبحانه منوب عنه .
وتتلخص مهمة الإستخلاف في الأرض في ثلاث هي :
* عمارة الأرض وإصلاحها وإثراء الحياة عليها
* إقامة العدل الإلهي كما أوجبه الله تعالى في كتابه الكريم وكما أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هديه القويم وسنته الرشيدة .
* نشر الرحمةالإلهية في ربوع الأرض بين العوالم والكائنات الكائنة عليها ” .
ومن هنا ولأجل تحقيق ذلك أمرنا سبحانه وتعالى بعبادته عز وجل من خلال قوله تعالى ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” .
وكلمة يعبدون معناها يطوعون ، وكان من فضله تعالى وإحسانه وتيسيره على العباد أن أرسل إليهم الرسل والأنبياء وأنزل عليهم الكتب والصحابة والرسالات السماوية ليسهل لهم مهمة الإستخلاف والتكليف الذي كلفهم به .
ثم شاء سبحانه وتعالى أن يختم الرسالات والمناهج والكتب السماوية بأعظم وأكمل وأتم وأجل كتاب ورسالة وهي رسالة الإسلام والتي سميت بإسم الدين ، يقول تعالى ” إن الدين عند الله الإسلام ” وعن كمال الدين وتمامه يقول سبحانه ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” .
ومعنى كلمة دين هي ” ما يؤمن به الإنسان ويعتقده ويدين به لله عز وجل ”
ولقد كان من كمال وتمام هذا المنهج العظيم منهج الإسلام أنه جمع مابين أمري الدين والدنيا وأنه لم يهمل أي جانب من جوانب الحياة ، ولا أي شأن من شئون الإنسان ، وأنه نظم حركة الإنسان في رحلة حياته الدنيوية بما يجعله في راحة وسلامة في دنياه وسعادة وفوز ونجاة وتنعيم في آخراه ، ثم أنه تبارك في علاه يسر له أمر العبادة فلم يكلفه بما لا يطيق وإلى ذلك أشار عز وجل بقوله ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما إكتسبت ” ،ثم أنه سبحانه يسر له كل سبل الحياة على الأرض وبين له حكمة وجوده فيها وأعلمه أنه في دار إبتلاء وإختبار وأنها دار فتن وأن له أعداء سوف يعترضون سبيله في طاعته سبحانه وعدم تحقيق دوره المنوط به في إستخلافه في الأرض ،وهم ” النفس والأهواء والشيطان وفتن الدنيا ” .
أعتقد لا سلامة ولا نجاة ولا تحقيق للخلافة إلا بالرجوع إلى منهج الله تعالى وشريعته الغراء وهدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .