بقلم فضيلة الشيخ : أحمد عزت حسن الباحث فى الشريعة الإسلامية
لقد أُعلنت نتيجة رؤية الهلال، وسيكون غدًا إن شاء الله هو بداية الصوم فكيف ستُمضِي هذه الليلة؟
▪︎ الإعلان عن ميلاد تفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار تصفّد الشياطين ومَرَدة الجن. هل تُمضيها كبقية الليالي أم ستفرح برمضان؟ كيف لا يُبَشّر ولا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين”. “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا” يونس
فسبحان من جعل لدخول رمضان فرحة لا يعادلها فرح، وكيف لا، وهو عمرٌ جديدٌ مع رمضانٍ جديدٍ؟ وكيف لا، والقلوب في حالة استنفار قصوى؟ كيف لا ورمضان زمان وليس مكانًا؟.
إنها صورة عامة نادرةً تتكشّف فيها عبودية القلب الباطنة وتتجلّى حتى لكأن المتأمل يرى قلوب الأمة جميعًا بعينه وهي تهبّ -عن بكرة أبيها- لتبايع على عبودية الله في هذا الشهر الفضيل تحت شجرة الرضوان في خلال رمضان. وهذه العبودية لا يقوى عليها منافق؛ لأنها إسلام القلب لله “ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم” الحجرات
▪︎ إن القلب الذي كان مستقرًا طوال العام ينتظر الآن العبور إلى العالم الآخر، ومع الإعلان عن ميلاد هلال رمضان
▪︎ تتولّد التقوى بولادة رمضان ولادة طبيعية. التقوى في أن لا ينام إلا وقد أعدّ القلب عُدّة التقوى الخاصة به. فالعبد مستسلمٌ لأي حكم يريده مستسلمٌ لحكمه في أخص الأشياء وهكذا يُنشأ رمضان التقوى في القلب إنشاءً فيا راغب السبق هذا العام انظر كم يغفل الناس. هذه فرصتك أيها المتسابق
ولا نريد أن يكون كلامنا عن رمضان تنظيرا ولا إنشاءً بل نريد برامج عملية لاستقبال شهر رمضان
* ابتهل إلى الله أن يجمع عليك قلبك. فيا رب هذه ساعات رمضان قد ابتدأت يارب أريد قلبي وقلبي ليس في يدي إنما بيدك فيا مُقلّب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك واصرف هواي إلى محبتك.
* قف عند أبواب الجنة عند أول تفتّحها
* كن أول المرابطين هناك.
* كن أول المُجِبين لداعي الله: “فيا باغي الخير أقبل”.
فإذا جدّ الصحب بعد ذلك كنتَ -بإذن الله- قد بلغت المنزل. فعند الصباح يُحمد السُرى، وإذا تنافستما بعد ذلك فقد حققت السبق في أول ليلة. يقول ابن رجب في لطائف المعارف: “لما سُلسل الشيطان في شهر رمضان وخمدت نيران الشهوات بالصيام انعزل سلطان الهوى فلم يبق للعاصي عذر فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشّعي
ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المجتهدين اسجدي لربك واركعي ، ويا عيون المتهجّدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس اقلعي،
يا بروق الأشواق للعشاق المعي قد مُدّت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوّام فما منكم إلا من دُعي فطوبى لمن أجاب فأصاب وويلٌ لمن طُرد وما دُعِي” لطائف المعارف
المطلوب منك أخي الحبيب أن تدخل رمضان بقلبٍ (وقف لله تعالى)
المطلوب منك أخي الحبيب أن تدخل رمضان بقلبٍ (وقف لله تعالى)
برنامج يومي للمسلم الصائم دليل الصائم الذكي لطاعة الله وعمله في يومه وليله وحصد أعلى الأجور
هل تعلم أخي المسلم الحبيب أنك قد تحصل على القناطير المقنطرة من الحسنات في اليوم الواحد، بل وقد تتحول جميع العادات التي تقوم من أكل وشرب وفسحة وضحك ولعب مع الأولاد وممازحة الزوجة و… كل هذا يتحول إلى عبادة وقربة إلى الله تعالى، وكل هذا بدون بذل أي مجهود أو عمل إضافي أو زيادة أعمال فقط بالروتين اليومي الذي تقوم به.
فتعالوا أيها الأحبة نعيش مع المسلم الصائم فى يومه ونهاره وليله لنرى ماذا يفعل وماذا يغنم من أجرٍ؛ باتباع هدي النبي -ﷺ- فكل يومٍ يمر علينا يقربنا من النهاية الموعودة، وهو إما شاهد لك أو عليك، وتذكر الفرص الثلاث لمغفرة الذنوب:
“من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” أخرجه البخاري (٣٨) واللفظ له، ومسلم (٧٦٠)
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” أخرجه البخاري (٣٧)، ومسلم (٧٥٩)
“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” أخرجه البخاري (١٩٠١)، ومسلم (٧٦٠)
وهناك ستون فرصة للعتق من النار في كل يوم فرصة، وفي كل ليلة فرصة يعني تحديد وانقاذ مصير من النار إذا صحت فرصة واحدة.
ففي الحديث الشريف عن رَسُولِ اللهِ -ﷺ-: “إِنَّ لله عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ”
[مسند أحمد ١٣/١٨٨ إسناده صحيح، وأخرجه الترمذي (٦٨٢)، وابن ماجه (١٦٤٢) من حديث أبي هريرة، وأحمد (٧٤٥٠) واللفظ له]
تعالوا لنتعرف على هذا الفضل العظيم ونتأسى بالنبى -ﷺ- فى صومه وفطره ونرى كيف نقضى يومنا
فقط اعقد النية واشحذ العزم على أن تكون من الفائزين………… يتبع