اتقوا الظلمات

بقلم د : سيد مندور ( كاتب وداعيه إسلامى )

يروي سيدنا جَابرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْم ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَىٰ أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلّوا مَحَارِمَهُمْ».

فقد سمعت قصة ، روي .. أن مُعلم المأمون ضربه بالعصا دون سبب ، فسأله المأمون : لِمَ ضربتني ؟!
فقال له المعلم : اسكت.
وكلما أعاد عليه السؤال ، كان يقول له : اسكت

وبعد عشرين سنة تولى المأمون الخلافة ، عندها خطر على باله أن يستدعي المعلم ، فلما حضر سأله : “لماذا ضربتني عندما كنت صبياً ؟!”
فسأله المعلم : “ألم تنس؟!”

فقال : “والله لم أنس”
فرد عليه المعلم وهو يبتسم : “حتى تعلم أن المظلوم لا ينسى”
وعاد ينصحه قائلاً : “لا تظلم أحداً فالظلم نار لا تنطفئ في قلب صاحبها ، ولو مرّت عليه الأعوام”

فهذه القصة العجيبة تبين لنا تحريم الظلم ، فيقول الله تَعَالَى: {مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} [غافر: 18] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِير} الحج: 71

فالظلم نوعان:

الأول : ظلم يتعلق بحقوق الله عز وجل: كالشرك، والكبائر، والصغائر.

والثاني : ظلم يتعلق بحقوق العباد: في دمائهم، وأموالهم، وأعراضهم.

فاتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين المتقين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *